خطا املائي[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.islamicteacher.org/backgrounds/16.gif');background-color:rgb(50, 205, 50);border:9px solid green;"][cell="filter:;"][color=rgb(139, 0, 0)][align=center]نص الحديث:
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"
شرح الحديث :
قوله : "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر") إنما كانت الدنيا كذلك لأن لمؤمن فيها مقيد بقيود التكاليف ، فلا يقدر على حركة ولا سكون إلا أن يفسح له الشرع ، فيفك قيده ، مع ما هو فيه من توالي أنواع البلايا والمحن والمكابدات من الهموم ، والغموم ، والأسقام ، والآلام ، ومكابدة الأنداد ، والأضداد ، والعيال ، والأولاد . وعلى الجملة : أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وأي سجن أعظم من هذا؟! ثم هو في هذا السجن على غاية الخوف والوجل ، إذ لا يدري بماذا يختم له من عمل . كيف وهو يتوقع أمرا لا شيء أعظم منه ، ويخاف هلاكا لا هلاك فوقه لكنه لطف به ، فهون عليه ذلك كله بما وعد على صبره ، وبما كشف له من حميد عاقبة أمره . والكافر منفد عن تلك الحالات بالتكاليف ، آمن من تلك المخاويف ، مقبل على لذاته ، منهم! في شهواته ، معتز بمساعدة الأيام ، يأكل وبتمتع كما تأكل الأنعام ، كما قال تعالى: "والذين كفروا يتمتعون وياكلون كما تأكل الانعام والنار مثوى لهم" وعن تريب يستيقظ من هذه الأحلام ، ويحصل في السجن الذي لا يرام ، فنسال الله السلامة من أهوال يوم القيامة .
من العبر المستفادة من الحديث:
1. المؤمن في أفعاله يسير وفق شرع الله لا يخرج عنه.
2. المؤمن يصبر على ما يلاقيه من أذى ومصائب وآلام في سبيل الله .
3. المؤمن يضع الخشية من الله دائما نصب عينيه.
4. المؤمن لا يغتر بما يستدرج الله به الكافرين من كثرة الإنعام عليهم
5. إن ما يشاهد من تفوق الكفار على المسلمين ليس هو دليل رضا الله عليهم، بل هو استدراج لهم ومصيرهم إلى جهنم ويئس المصير.
6. لا ينبغي للمؤمن أن يقضي شهواته بما حرم الله عليه بل يتمتع بالدنيا بما أحل الله له.
7. أوامر الله شاقة على النفس فعلى المسلم أن يوطن نفسه على الطاعة ولو خالف نفسه ورغباتها.
8. البون شاسع بين مصير المؤمنين في الجنة والكافرين في النار
لطيفة: يذكر عن ابن حجر العسقلاني رحمه الله صاحب فتح الباري وكان هو قاضي قضاة مصر في وقته كان يمر بالسوق على العربة في موكب فاستوقفه ذات يوم رجل من اليهود وقال له إن نبيكم يقول إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وكيف ذلك وأنت في هذا الترف والاحتفاء وهو يعني نفسه اليهودي في غاية ما يكون من الفقر والذل فكيف ذلك فقال له ابن حجر رحمه الله أنا وإن كنت كما ترى من الإحتفاء والخدم فهو بالنسبة لي بما يحصل للمؤمن من نعيم الجنة كالسجن وأنت بما أنت فيه من هذا الفقر والذل بالنسبة لما يلقاه الكافر في النار بمنزلة الجنة فأعجب اليهودي هذا الكلام وشهد شهادة الحق قال أشهد أن لا إله ألا الله وأشهد أن محمداً رسول الله نعم. [/align][/color][/cell][/tabletext][/align]