ما حكم قراءة الأبراج في الجريدة ؟
إن ما يسمى بعلم الأبراج، وعلم النجوم، والحظ، والطالع من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام لإبطالها، وبيان أنها من الشرك، لما فيها من التعلق بغير الله تعالى، واعتقاد الضر والنفع في غيره، وتصديق العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب زوراً وبهتاناً، ويعبثون بعقول السذج والأغرار من الناس؛ ليبتزوا أموالهم، ويغيروا عقائدهم، قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عنه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" (سنن أبي داود، كتاب الطب، باب في النجوم)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه: "من عقد عقدة، ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه" (سنن النسائي، كتاب تحريم الدم، باب الحكم في السحر)، وهذا يدل على أن السحر شرك بالله تعالى، وأن من تعلق بشيء من أقوال الكهان أو العرافين، وكل إليهم، وحرم من عون الله ومدده. وقد ذكر مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" (صحيح مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهنة وإتيان الكهنة)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" (سنن ابن ماجة، كتاب الطهارة وسننها، باب النهي عن إتيان الحائض)، وعن عمران بن حصين مرفوعاً: " ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" (رواه البزار في البحر الزخار بإسناد جيد). فلا يجوز لك قراءة الأبراج، ولو كنت غير مؤمن بها، والشيطان يترصد لبني آدم، ليوقعه تدريجياً في حبائله وفي الكفر، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (النور:21). والله تعالى أعلم