لقد ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام في مكة المكرمة وبين
المسجد الأقصى في القدس الشريف.
و هناك سر بديع لطيف للربط بين المسجدين................. فمن بعض حِكم هذا الربط:
1. المسجد الأقصى و ما حوله شهد وجود رسالات سابقة، منها اليهودية و النصرانية، كان أصحابها هم الخلفاء على الناس، و الأمناء على الدين و الإيمان، و الوارثين للأرض المباركة. و المسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة، و ولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة و الوراثة و الأمانة. فبما أن الأمة الجديدة تقيم حول المسجد الحرام، فلا بد لها كي تحقق خلافتها و أمانتها على البشرية من أن تتملك ما حول المسجد الأقصى، و أن ترثه هي من الذين يقيمون حوله.
2. أن السورة تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى و ما حوله فهو مبارك و مقدس كبركة و قدسية المسجد الحرام و ما حوله.
3. تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد المسجدين، و من أطماع الأعداء الكافرين في المسجدين، و أن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى، هو الخطر الذي يتهدد المسجد الحرام. فلما أخذ الصليبيون الأقصى و ما حوله، و استقرو فيه، توجهت أنظارهم و برامجهم و مطامعهم نحو المسجد النبوي في المدينة المنورة، و المسجد الحرام في مكة المكرمة، فقام " أرناط -ملك الكرك الصليبي- بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز، كادت تنجح لولا أن الله هيأ لهذه الأمة نور الدين الزنكي و صلاح الدين الأيوبي.