[frame="3 80"]
********************
أراد أحد المتفوقين أكاديمياً من الشباب أن يتقدم
لمنصب إداري في شركة كبرى . وقد نجح في أول مقابله شخصيه له ,
حيث قام مدير الشركة الذي يجري المقابلات بالإنتهاء
من آخر مقابله وإتخاذ آخر قرار.
وجد مدير الشركه من خلال الأطلاع على السيرهـ الذاتيه للشاب
أنه متفوق أكاديمياً بشكل كامل ،
منذ أن كان في الثانويه العامه وحتى التخرج من الجامعه ,
لم يخفق أبداً !
سأل المدير هذا الشاب المتفوق :
"هل حصلت على أية منحه دراسيه أثناء تعليمك ؟"
أجاب الشاب : "أبــــــداً"
فسأله المدير :
"هل كان أبوك هو الذي يدفع كل رسوم دراستك ؟"
فأجاب الشاب:
"أبي توفي عندما كنت بالسنه الأولى من عمري ,
إنها أمي التي تكفلت بكل مصاريف دراستي".
فسأله المدير :
" وأين عملت أمك ؟"
فأجاب الشاب:
" أمي كانت تغسل الثياب للناس"
حينها طلب منه المدير أن يريه كفيه ,
فأراهـ إياهما .. فإذا هما كفين ناعمتين ورقيقتين .
فسأله المدير:
"هل ساعدت والدتك في غسيل الملابس قط ؟"
أجاب الشاب :
" أبـــداً , أمي كانت دائماً تريدني أن أذاكر
وأقرأ المزيد من الكتب ,
بالإضافه إلى أنها تغسل أسرع مني بكثير على أية حال !"
فقال له المدير :" لي عندك طلب صغير ..
وهو أن تغسل يدي والدتك حالما تذهب إليها ,
ثم عد للقائي غداً صباحاً"
حينها شعر الشاب أن فرصته لنيل الوظيفه أصبحت وشيكه ،
وبالفعل عندما ذهب للمنزل طلب من والدته
أن تدعه يغسل يديها وأظهر لها تفاؤله بنيل الوظيفه ،
الأم شعرت بالسعادهـ لهذا الخبر ,
لكنها أحست بالغرابه والمشاعر المختلطه لطلبه ,
ومع ذلك سلمته يديها .
بدأ الشاب بغسل يدي والدته ببطء ,
وكانت دموعه تتساقط لمنظرهما .
كانت المرهـ الأولى التي يلاحظ فيها كم كانت يديها مجعدتين ,
كما أنه لاحظ فيهما بعض الكدمات التي كانت
تجعل الأم تنتفض حين يلامسها الماء !
كانت هذه المرة الأولى التي يدرك فيها الشاب
أن هاتين الكفين هما اللتان كانتا تغسلان الثياب كل يوم
ليتمكن هو من دفع رسوم دراسته .
وأن الكدمات في يديها هي الثمن الذي دفعته
لتخرجه وتفوقه العلمي ومستقبله .
بعد إنتهائه من غسل يدي والدته ,
قام الشاب بهدوء بغسل كل ما تبقى من ملابس عنها .
تلك الليله قضاها الشاب مع أمه في حديث طويل .
وفي الصباح التالي توجه الشاب لمكتب مدير الشركه
والدموع تملأ عينيه ,
فسأله المدير :" هل لك أن تخبرني ماذا فعلت ؟
وماذا تعلمت البارحه في المنزل ؟"
فأجاب الشاب : "لقد غسلت يدي والدتي
وقمت أيضاً بغسيل كل الثياب المتبقيه عنها"
فسأله المدير عن شعورهـ بصدق وأمانه ,
فأجاب الشاب :
" أولاً : أدركت معنى العرفان بالجميل ,
فلولا الله ثم أمي أمي وتضحيتها
لم أكن ما أنا عليه الآن من التفوق[/frame]