[frame="5 80"]نماذج للثبات عند الفتن.
وقفت بعض النساء مواقف إيمانية متميزة عبر التاريخ , وبعض هذه المواقف يعجز عنها الرجال , ومن هؤلاء :
1- آسيا ملكة مصر امرأة فرعون , فقد جادت بنفسها لله عز وجل
وآثرت ما عنده , وتخلت عن الدنيا , وصبرت على عذاب زوجها
لها حتى فاضت روحها إلى بارئها .
روى أبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة قال :
" إن فرعون أوتد لأمرته أربعة أوتاد في يديها ورجليها , **ان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة , فقالت :
]رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين[[1]
, **شف لها عن بيتها في الجنة ) [2] .
فهذه المرأة كانت المرأة الأولى في البلاط الملكي في قصر فرعون
فرغم العز الذي عاشت فيه إلا أنها ثبتت أمام هذه الفتنة العظيمة
فما أعظمها من محنة وما أعظمه من ثبات .
2- ماشطة ابنة فرعون التي احرقها فرعون الطاغية
وأحرق أولادها في آلة شبيهة بالأتون , ففاحت رائحة الأجساد المحترقة في كل مكان
**ان جزاؤها أن جعل لها ولأولادها روائح عبقة
طيبة تفوح في السموات , وقد شم رسول الله تلك الروائح *****ة
عندما عرج به إلى السماء في ليلة الإسراء , وهذه عاقبة الثبات .
روى أحمد في مسنده , عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ,
قال : قال رسول الله r : " لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت
علي رائحة طيبة , فقلت : يا جبريل , ما هذه الرائحة *****ة ؟
فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها . قال : قلت :
وما شأنها ؟ قال : بينا هي تمشط لابنة فرعون ذات يوم
إذ سقطت المدرى من يديها , فقالت : بسم الله , فقالت لها ابنة فرعون : أبي ؟ قالت :
لا , ولكن ربي ورب أبيك الله , قالت : أخبره بذلك ؟ قالت : نعم , فأخبرته , فدعاها
فقال : يا فلانة , وإن لك رباً غيري ؟ قالت : نعم , ربي وربك الله
فأمر ببقرة من نحاس , فأحميت , ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها , قالت له :
إن لي إليك حاجة , قال : وما حاجتك ؟ قالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد
وتدفننا , قال ذلك لك علينا من الحق . قال : فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً
إلى انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع , وكأنها تقاعست من أجله , قال يأمه
اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت . قال : قال ابن عباس :
تكلم أربعة صغار : عيسى بن مريم u , وصاحب جريج , وشاهد يوسف
, وابن ماشطة ابنة فرعون " [3] .
فهذه نماذج ذكرت لنساء عظيمات , ثبتن عند فتنة الكفر رغم العز الدنيوي الذي عاشوا فيه .
ونسأل الله الثبات على دينه حتى نلقاه عليه .والنماذج كثيرة في التاريخ لكن هؤلاء النسوة ممااستوقفني ثباتهن[/frame]