التقليد الأعمى
[frame="7 10"]قد ينسي الإنسان هويته كما ترون
تجد الناس يلهثون وراء التقليد ، مصمم أزياء رئيسي في غرب أوروبا هو الذي سيحدد ما ينبغي أن يرتديه الشباب والفتايات ، أما منهج الله عز وجل ى
توجيهات رسول الله هذه تأتي في المرتبة الثانية ، آفة المجتمع هي التقليد الأعمى ، لذلك التقليد الأعمى دليل انهيار القيم الدينية في المجتمع ، ودليل ضعف العقيدة ، وعدم وضوح الهدف ، والجهل بالمنهج ، نحن أمة خصها الله بوحي السماء ، نحن أمة معنا منهج ، وأمة قال الله عنا :
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (سورة آل عمران
هناك عدة أحاديث شريفة توضح عقاب التقليد الأعمى
الحديث الأول حديث نبوى يقول
(( لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا لَا تَشَبَّهُوا بالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى فَإِنَّ تَسْلِيمَ الْيَهُودِ الْإِشَارَةُ بِالْأَصَابِعِ وَتَسْلِيمَ النَّصَارَى الْإِشَارَةُ
بِالْأَكُفِّ )) .[الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ]
أى يكتفون بالإشارة فى السلام
ليس
المُقلِّد كالمُقلَّد ، لمجرد أنك سلكت سلوك التقليد العمى فأنت دون من
تقلد ، لماذا قنعت أن تكون دونه ؟ الطاقات التي أودعها الله في الإنسان
طاقات مفتوحة وليست مغلقة ، فالذي يقلد لمجرد أنه يقلد وضع سقفاً فوق رأسه
وارتضى أن يكون محدوداً لذلك الذين تفوقوا في الحياة ما قلدوا ولكنهم ابتدعوا ، بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الشرعي ، بحثوا عن شيء جديد أسلوب جديد في الحياة
أنت لك هوية وتاريخ مرة كنت بقارة ، هذه قارة بجنوب شرق آسيا ، قارة أستراليا ، قالوا لي : هذه القارة ليس لها تاريخ ! قلت : كيف ؟
قالوا : هذه القارة أول من سكنها من غير سكانها الأصليين العتاة والمجرمون
الذين أبعدوا من بريطانيا إلى أستراليا ، فأجداد هذه الأمة مجرمون ،
أنت لك أجداد عظام وأبطال ، أنت من أمة راقية واصطفاها الله لتكون بينه
وبين الخلق ، أنت لك تاريخ ، هذا الإنسان له تاريخ ، له منهج ، معه هدف ،
لماذا يقلد ؟
مثلاً تجد أسرة فيها تفاهم وود لأن المرأة تريد أن
تقلد جارتها أو قريبتها أو أختها التي تزوجت من غني تصبح حياة الأسرة
جحيماً ، تريد أن تظهر بمظهر لا تملك ثمنه ، مع أن زوجها جيد ، والدخل
يغطي المصاريف الأساسية ، والأمور جيدة ، لكن لمجرد أن تقلد هذه الأسرة
دخلت في متاهة .
(( لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه )) . [ البخاري عن أبي هريرة]
أحياناً تحتار أن هذه الأزياء غير مقبولة ، وغير معقولة ، وغير منطقية ، لأن
الأقوياء الذين نعظمهم ارتدوا هذه الثياب ينبغي أن نفعل مثلهم
الحديث الثانى
(( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ )) [أبي داود عَنِ ابْنِ عُمَرَ]
والحديث الثالث :
((لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ
الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ)). [البخاري عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا]
يوجد تقليد لجنس آخر ، قد يقلد
المؤمن غير المؤمن ، الآن التقليد ضمن المسلمين لكن الرجل يتشبه بالمرأة
في حركاتها وسكناتها ونعومتها وكلامها الرقيق وكأنه امرأة ، ويوجد امرأة
كالرجال يعلو صوتها وتحد نظرتها في الآخرين ولا تستحي لذلك :
لكن يوجد استثناء من هذه القاعدة ، لكن لو قلدت الأجانب بشيء من النظام مثلاً رائع ، لو قلدتهم بدقة مواعيدهم أروع ، لو قلدتهم بإتقان صنعتهم أروع
وأروع ، المؤمن منفتح يمكن أن يقتبس من كافر أسلوباً جيداً في التعامل أو في الصناعة ممكن .
قال بعض الأدباء : ثقافة أية أمة ملك البشرية جمعاء لأنها بمثابة عسل استُخلص من زهرات مختلف الشعوب على مر الأجيال .
تقليد الطرف الآخر في المعاصي والآثام ، أو فيما يدل عن الولاء لهم ومحبتهم :
(( فمن هوي الكفرة فهو مع الكفرة ولا ينفعه من عمله شيئاً .))
[السيوطي عن جابر]
أما أن تقلد ما هو جيد ونافع ، وما هو وفق منهج الله لا مانع
كيف نحمى الأبناء من التقليد...؟
يجب أن نحذر من رفقاء السوء ، لا أرى خطراً يهدد أولادك كرفيق السوء ، ولا أرى رجلاً أعقل ممن اختار هو لأولاده رفقاء صالحين ، الطفل يحتاج لرفيق
شئت أم أبيت ، فإما أن يختار هو رفيقاً صدفة سيئاً ، وإما أن تختار له أنت الرفيق ،
علامة نجاح أبوتك أنك إذا دخلت للبيت كان عندهم عيد ،
وعلامة إخفاقك في تربية أولادك إذا دخلت للبيت كان البلاء الأعظم ، يتمنون
ألا تكون بينهم ، أما الأب الصالح يتمنى الأولاد أن يكون أبوهم معهم
ليأنسوا به ، فعلامة نجاح أبوتك أن يفرح أهلك بدخولك عليهم
[/frame]