[frame="7 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيب الحق وصفوة الخلق محمد بن عبد الله وآل بيته وأزواجه وصحبه والتابعين لهم باحسان
وبعد :-
" يا حماة الاسلام وحراس العقيدة "
إنها كلمات خالدة خلود الايام والليالي ، ما زلت أتذكر فضيلة العلامة والداعية الكبير الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى وهو يصدح بهذه الكلمات كالرعد القاصف - في خطبه التي كانت في العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين من أهم روافد الدعوة على مستوى عالمنا الاسلامي - ...ولذا فقد ارتايت أن أضع بعض الاضاءات على هذا الموضوع " معلم التربية الاسلامية وحراسة العقيدة " ولعل في هذا الموضوع من المضامين التي تعد الاخطر على مستوى الرسالة التي يحملها هذا المعلم الذي نكن له كل التقدير - فحراسة العقيدة واجب لا يجوز ان نغفل عنه في الوقت الذي نلحظ فيه الكثير من الانحرافات والمخاطر التي تحيط بأجيالنا الناشئة لتأخذهم ذات اليمين وذات الشمال ولتجعل منهم جيلا فارغ المضمون واهن العقيدة ...وحري بنا أن نتامل المنهج النبوي في التربية وهو يؤسس لجيل مؤمن ثابت العقيدة بايمان خالص من كل شوائب الجاهلية ونوازع الشرك وصوره ، فجعل من العهد المكي الذي امتد لثلاث عشرة سنة حاضنة التربية الايمانية لجيل أعد لحمل رسالة الاسلام والانطلاق بها لينشرها في انحاء المعمورة وتحمل مشاقها ، فكانوا اهلا لنيل هذا الشرف .
ومن هنا فانني ارى ان معلمي التربية الاسلامية اليوم هم حراس العقيدة ، وعلى كاهلهم تقع المسؤولية العظيمة في تنشئة الاجيال المؤمنة بربها تعالى ، والمحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ..السائرة على هديه وسنته العاملة بكتابه والمتأسية بنهج سلف الامة في العمل لدين الله تعالى وصناعة الحياة والتاسيس لعصر جديد من الرقي والتحضر ...
فلا يخفى على احد ما يكيده الكائدون من نهج يهدف لخلق جيل منزوع الهوية ، بلا عقيدة ، لا هم له الا اشباع غرائزه ، يستقي فكره وعقيدته من المبادئ والافكارالمادية التي تجعل من الانسان مجرد حيوان ليس له غاية ولا هدف في هذه الحياة .
لذا فانننا نتشرف ان نكون اليوم حراسا لهذه العقيدة وحماة لهذا الدين ...
ولنكن على يقين ان هذه الاجيال التي تمر من بين ايدينا اليوم اما ان تحمل هذ العقيدة في الغد وتسهم في بعثها وحراستها ...واما ان تقع فريسة الافكار والعقائد الزائفة فتكون عبئا على الامة ومستقبلها وحضارتها ...ولا شك أننا مسؤولون عنها أمام الله تعالى .
فلنضع نصب اعيننا هذه المسؤولية وان هذه الاجيال أمانة استأمننا الله عليها ..فالواجب يدعونا الى ان ناخذ بايديهم ، ونغرس فيهم الايمان بالله تعالى ، ومعرفته ، وخشيته سبحانه ونرعى هذه الغراس حتى يشتد عودها ...
ويكفينا هذا الوسام ان نكون حماة الاسلام وحراس العقيدة باذن الله .
ودمتم بحفظ الله
أخوكم أبو المنذر
[/frame]