بسم الله الرحمن الرحيم
...قبل البدء في عرض بعض السبل في اصلاح التعليم في فلسطين لا بد من الوقوف على بعض العقبات التي تحول دون ايصال الهدف المرجو من وراء العملية التعليمية التعلمية وهو احداث تغيير منشود في سلوك الطالب...ومن هذه العقبات:
1. نقص الموارد المادية والمصادر البشرية المرجعية.
2. ضعف القرار الإداري أو الإدارة بالمجاملة لا بالهدف.
3. المحافظة على القديم والخوف من الجديد.
4. غياب الحوافز المادية عن أعين المعلمين.
5.انشغال البعض في شؤونه الخاصة.
6. عدم نمو العاملين التربويين مهنياً، أكاديمياً، فنياً.
7. فقدان الدافعية للتعليم من قبل المعلم والتعلم من قبل المتعلم.
8. عدم مطابقة قدراتهم لمحتويات المواد الدراسية المقررة.
9. الخوف من الفشل.
والتغلب على هذه العقبات ضرورة استراتيجية ملحة للسير قدماً في مسيرة التعليم ومسألة التعليم حساسة ومهمة ويجب أن ينفق في سبيلها كل غالٍ ورخيص، فأبناؤنا الطلبة رأس مالنا وإن كان مستقبلهم اليوم بأيدينا فغداً بأيديهم، فكيف سيكون حالنا إن تركناهم فريسة للجهل والارتجال والعشوائية؟
وإن حلاً شاملاً لهذه المعضلة التعليمية الخطيرة لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، فلا بد من عمل دؤوب يتخطى كل العقبات، ولذا يجب أن نعيش المشكلة التعليمية بكل كياننا وجوارحنا لأن القراءة أكسير الحياة والطلبة زينتها والمعلم نبضها، ولكن المؤلم اليوم أن مثقفينا يعيشون عيشة (العظاميين) الذين يتباهون بمآثر أبائهم وأجدادهم ولا يعيشون عيش (العصاميين) الذين يشقون طريق المجد بأنفسهم.
فما أحوجنا في هذه الأيام إلى أنظمة تعليمية رائدة تصنع المعلم الكفء وترعى الطالب الذكي وتبني المنهاج الغني وتجعل من أهدافها بناء الفرد العالمي الذي يشارك في صنع الحضارة الإنسانية...
ما أحوجنا إلى أجهزة إدارية راشدة تضع الخطط للمستقبل وتُعِد لكل طارئ عدته، ما أحوجنا هذه الأيام إلى المعلمين المخلصين الذين يقضون أوقاتهم في محاريب العلم يبحثون ويجربون والذين يحدبون على طلابهم حدب الطبيب على مرضاه، وعندها سنقول للبشرية جمعاء أن أحفاد الخوارزمي والرازي والغزالي قد استفاقوا من سباتهم وهبوا من غفلتهم وأخذوا بأسباب النجاح التي أخذ بها أجدادهم.
حقاً لا بد من إرهاصات للتغيير، ولسنا بحاجة إلى عواطف وانفعالات وإنما يكفينا إقامة نظام قيمي في داخل كل واحد منا – أفراداً وجماعات – نجعل المصلحة العامة فوق كل اعتبار وفي قمة الأولويات، ننظر فيه على القراءة أنها أكسير الحياة... وإلى التعليم أنه عامل من عوامل البقاء... وإلى الطالب أنه رأس مالنا وأملنا في غدٍ مشرق عزيز، وننزل فيه الناس منازلهم لا بحسب مناصبهم وشهاداتهم وإنما بحسب علومهم وآدابهم وأخلاقهم.
حينها سنقف في مصاف الشعوب الحية نشرب مما نعصر ونأكل مما نطحن ونلبس مما ننسج، والأمر ليس صعباً ولكنه لا يأتي عفواً ولا بد من شد العزائم، ونكون حينها وضعنا أقدامنا على طريق المجد الذي سار عليه سلفنا العالم الصالح... والله ولي التوفيق
،محمد قبها /أبو رشاد
__________________