[frame="7 80"]
الحمد لله - الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم - والصلاة والسلام على خير البرية ومعلم البشرية محمد وآل بيته الطيبين ...
وبعد :
فإن المتأمل لسيرة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك كيف أنهم
كانوا مصاحف تدب على الارض -كما وصفهم بذلك علماء السير والمؤرخين الثقات - إنها التربية النبوية في مدرسة الاسلام العظيم ، ولذا فاننا نلحظ الكم الهائل من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة التي تم توجيهها لصناعة الجيل المسلم بالمواصفات الربانية في العقيدة والفكر والاخلاق والعبادة والسلوك والثقافة ،وليس ادل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق " فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يدع فرصة أو موقف أو قضية إلا ويسدي فيها تعاليم الشريعة وهدي النبوة وهو يعد الجيل الاول لحمل الرسالة الى البشرية وقيادة الامم .
وصدق الحق اذ قال : " لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " فانت اخي وانت اختي معلمو التربية الاسلامية من اختصكم الله تعالى لوراثة النبوة بقوله صلى الله عليه وسلم: " العلماء ورثة الانبياء " في حمل راية الدعوة وتربية الجيل التربية الاسلامية ...وفي صناعة الجيل المؤمن بربه السائر على هدي نبيه ، الجيل القوي بايمانه الفخور بانتمائه لامته وحضارتها وتاريخها المجيد ...الجيل الذي يعيد للامة سيرتها الاولى ، المسلح بالعلم والمعرفة المحصن من الانحراف والوقوع في شباك الاعداء وتياراته الفكرية ..
انها أمانة ثقيلة تلك التي نحملها على عاتقنا ..أمانة الجيل ..والمسؤولية امام الله تعالى" فلا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن علمه ماذا عمل به "
فانت اخي واختي من يرعى الغراس ويحرسها حتى تثبت في الارض وترتفع الى السماء ...فتؤتي أكلها كل حين باذن ربها كما قال الحق جل وعلا : "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها "
اسأ الله تعالى أن يسدد على طريق الحق خطانا ويتقبل منا ويبارك في عملنا ..إنه ولي ذلك
أبو المنذر
[/frame]