لك جزيل الشكر والعرفان على هذا التواصل
أما فيما يتعلق بذلك التساؤل
فأقول
قال بعض العلماء
نفخ الروح يكون بعد 120 يوما
واستدلوا على ذلك
بقول النبي عليه الصلاة والسلام
إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما
ثم يكون علقة مثل ذلك
ثم يكون مضغة مثل ذلك
ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح
ويؤمر بأربع كلمات
يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد
فحسب هذه الرواية
يكون مجموع المدة حتى نفخ الروح
40 + 40 + 40
أي 120 يوما
إلا أن ثمة إشكال حقيقي ظهر بعد أن استطاع
علماء الأجنة تصوير الجنين في بطن أمه
ويتلخص هذا الإشكال
بأنهم رأوا تلك المراحل المذكورة في الحديث
قد حدثت في الأربعين الأولى من الخلق على التفصيل الآتي
الأسبوع الأول : مرحلة نطفة الأمشاج
وهي مرحلة التقاء ماء الرجل بالبويضة
الأسبوع الثاني والثالث: مرحلة العلقة
الأسبوع الرابع والخامس والسادس
المضغة المخلقة وغير المخلقة
فيكون مجموع الأسابيع
6 * 7 = 42
وهذا يتوافق مع حديث النبي عليه السلام
"إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة .... "
بعد هذا البيان الموجز
أطرح تساؤلكم على النحو التالي
هل يعني ذلك أن ثمة تعارض
بين الحديث الأول الذي يشير إلى 120 يوم من جهة
وبين الحديث الثاني الذي يشير إلى 42 يوم وبين كلام علماء الأجنة
الذي يشير إلى ستة أسابيع
من جهة ثانية
إزالة الإشكال
حتى نزيل ذلك الإشكال أرجو التأمل في الحديث الأول
ولكن ليس بالرواية السابقة
بل برواية أخرى هي
إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما
ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك
ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك
ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح
ويؤمر بأربع كلمات
يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد
تأمل الفرق
وهو زيادة لفظ : "في ذلك"
حيث يعود هذا اللفظ على الوقت المذكور
وهو الأربعين
ماذا يعني ذلك ؟؟
إذا قرأنا الرواية الأولى
فمعنى ذلك أن النطفة في 40
والعلقة في 40
والمضغة في 40
أما إذا قرأنا الرواية الثانية
فيصير المعنى
يكون الجنين نطفة في الأربعين الأولى
ثم يكون علقة في ذلك أي في الأربعين الأولى
ثم يكون مضغة في ذلك أي في الأربعين الأولى
الخلاصة
إزالة الإشكال بأن نقرأ الرواية الأولى
على ضوء الرواية الثانية
حيث فيها البيان والتوضيح
أرجو أن أكون قد وفقت في هذا الطرح
دمتم في رعاية الله تعالى