بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو من الله التوفيق في بيان بعض الأمور المتعلقة بالمشاركة الأصلية
أولا
يقول الكاتب للمشاركة الأصلية ما نصه
""وأقول له ما هو مصدر معرفتك عندما قلت ان الأعراب سكان البادية""
أقول في هذا المقام ردا على استغرابه
أن مصدر المعرفة في ذلك هو كتب المعاجم
فقد جاء في مفردات القرآن للراغب ما نصه
العرب ولد اسماعيل والأعراب جمعه في الأصل وصار ذلك اسما لسكان البادية
ثانيا
لعله يُفهم من كلمات الكاتب الأصلي للمشاركة أنه في مقام الدفاع عن شخص ما حاول الآخرون الطعن فيه بوصفه من الأعراب فبذل هذا الكاتب جهده لرد الشبهة بأن فرقا بين الأعراب والبدو
كما قد يُفهم من كلامه أن لفظة الأعراب تحمل في ثناياها الذم بينما
لا تحمل لفظة "البدو" ذلك الوصف
أجيب عن ذلك بعدة نقاط
الأولى
أن القرآن الكريم استعمل لفظة الأعراب مرة في معرض الذم ومرة في معرض المديح
كما قال تعالى الأعراب أشد كفرا ونفاقا وقال أيضا ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر
الثانية
1 - يمكن القول أن من استوطن الحاضرة مثل مكة والمدينة يطلق عليهم العرب
وأن هؤلاء على صنفين
الصنف الأول وهم السكان الأصليين للحاضرة
الصنف الثاني وهم السكان غير الأصليين
2 - يمكن القول أن من اعتاد الترحال طلبا للعيش يطلق عليهم البدو
3 - يمكن القول أن من يلحق بأهل البادية من الصنف الثاني يطلق عليهم أعرابا
يمكن الاستدلال على أن الأعراب إنما هم عرب ولكن لا يسكنون الحاضرة بتفرقة القرآن بين أهل المدينة والأعراب كما في قوله تعالى
""وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق"
وقوله تعالى
"ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب"
وأخيرا
يظهر والله تعالى أعلم أن التفرقة بين العرب والبدو والأعراب لا تقوم توافر صفات الذم وانتفائها وإنما على طبيعة الموقع الجغرافي وطريقة العيش
ملاحظة
مما تجدر الإشارة إليه أن مما يعكر ما ذكرته سابقا
أن النبي عليه الصلاة والسلام قد فرق بين الأعراب والبدو وأن الرواية تشير إلى جواز أخذ الهدايا من البدو دون الأعراب
====
علما أنني لم أقف على سبب التفرقة في هذا الحكم
نص الرواية
عن عروة بن الزبير قال سمعت عائشة، رضي الله تعالى عنها، تقول: أهدت أم سنبلة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، لبنا فدخلت علي به فلم تجده فقلت لها إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهانا أن نأكل طعام الأعراب فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر فقال يا أم سنبلة ما هذا معك فقالت يا رسول الله لبن أهديته لك قال اسكبي يا أم سنبلة فناول أبا بكر ثم قال اسكبي يا أم سنبلة فتناول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فشرب قالت فقلت يا بردها على الكبد قالت عائشة يا رسول الله حدثتنا إنك نهيت عن طعام الأعراب فقال يا عائش إنهم ليسوا بأعراب هم أهل باديتنا ونحن أهل حاضرتهم، وإذا دعوا أجابوا، فليسوا بأعراب»