رسائل الرحيل الاخير....

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من خلال تحليل رسائل الرحيل الأخير...استوحيت أنك فعلا تخاطبين والدك الذي افتقده الله .
.....الاخت الفاضلة بنت البلد الواحد ..... بداية احب ان اتوجه لك بالشكر الجزيل لهذا الموضوع والذي ربما لم يطرحه احد من قبل ...عدا الأخت سهاد في رثائها لجدها المرحوم توفيق جرار...في موضوعها ( ما أجملها من خاتمة) فجعله غثاء أحوى.
ان ذكرى المتوفى لها من الأهمية في حياة كل مسلم ..... من حيث الدعاء لمن سبقونا من الاهل والاحبة وبه ينتفعون باذن الله لانه مما يبقى للعبد من العمل بعد وفاته كما نعلم جميعا من الحديث الشريف ......وولد صالح يدعو له
وهذا لمن سبقونا ....... ولنا ايضا بان نبقى مع الموعظة من الواعظ الصامت ...والذي هو حق علينا جميعا وهو الموت والانتقال الى من دار الفناء الى دار الخلد برحمة من الله تعالى ..........جزاكم الله خيرا
اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين اجمعين ........
فعندما يشعر الانسان بالعجز أمام من نحب ونحن نراهم يفارقونا ولا نستطيع ان نحول بينهم وبين الموت فهو من أمر الله ومع مرور الايام تبحث عنهم وتشتاق لرؤيتهم وتذهب لزيارتهم فتجد كومة تراب تحول بينك وبين أن تقبل ايديهم وان تسمع منهم كلمة يا اهلا وسهلا ساعتها لا يسعك إلا أن تترحم عليهم وتدعو لهم وتدعو لهم وتلح في الدعاء لهم وتتمنى أن يصل لوالديك من دعائك كل ماهو خير وطيب
رحم الله والدك واسكته فسيح جناته وغفر له وجعله من اهل الفردوس العليا

ورحم جميع موتى المسلمين يارب

آميين

[frame="1 80"]

مع عميق الحزن بكل حرف من حروف المقال .....وكأنك تلحظ دمعة مع كل كلمة

لكن هذا يعبر بصدق العاطفة

تجاه الوالد ...لم لا تدمع العين لفراقهم ..وهم من دمعت عيونهم يوم ولادتنا

لم لا تدمع العين لفراقك الوالد ....وقد دمعت عينه يوم حبونا ومشينا ...

وكيف لا تدمع العيون ...وتبكي الحروف ...وقبلها دمعت عيناه لحمى اصابتنا ...أو مرض ألم بنا

كيف لنا ان ننساك أيها الاب والوالد ....ولربما حرمنا من بعض العبادات

فاني لأعجب للأثر وان كان باسناده مقال ...لكن أعجب أن النظر لثلاث عبادة

النظر للكعبة نؤجر عليها ...والنظر في المصحف

والنظر لوجه الوالدين...نعم فبعد الفراق حرمنا النظر في وجوههم

فكيف لا نحزن وتدمع عيوننا ولربما فقد بعضنا كأختنا سعاد وغيرها هذه العبادة

أي والله ...ليست النائحة كالثكلى ....فلا أحد يحس بألم فراق الوالدين الا من وقع فيه

الوالد للبنت خاصة أعظم أنيس وصاحب ...

لكن أختي سعاد ....وكل اخ واخت فقد والده ....

رغم الالم هناك أمل ...مع قساوة الفراق ...هناك اشتياق

ألم نمر بقوله تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ"

نعم ....ايها القلب لا تحزن ...فها هو كلام الله يسليك ويواسيك

ويخبرك ان الوالد انتقل من الضيق الى السعة ...ومن دار النكد الى دار الخلود

ومن منغصات الدنيا الى حبور الجنة ...وهل هذا فحسب ...........لا ؟؟؟ثم لا

سنلحق بهم باذن الله ...سنجتمع بهم على الحوض ...سنرافقهم رفقة سرمدية

سيمتعنا ربنا بمعيتهم خالدين ...في جنة المولى متنعمين

فلا تحزني أختي الكريمة مع صعوبة ألم الفراق

فهذه حال الدنيا ...سرور وحزن ....سقم وعافية ....ضحكة ودمعة ....اجتماع وفراق

والعاقل من تأمل بصدق

رحم الله والدك ...وأحسن الله عزاءك فيه سواء فقدتيه من بعيد أم قريب

وأكثري من الدعاء له بسجودك

سائلين الله أن يجعلنا ووالدينا وأمهاتنا من رفقاء نبيه في الجنة

[/frame]