أسعدك الله يا من تقرأ هذه الكلمات
هل ترغب في معرفة
ما هو الفرق بين السمع والاستماع والإصغاء والإنصات؟؟!!
ولكن قبل أن أجيب أود أن أحدثك هذا الموقف
ففي ذات يوم وبينما كنا جلوس في بيت أحد الأصدقاء في غرفة الضيوف
وإذ بي أسمع صوتا جميلا قادما من إحدى الغرف
فقمت فتحت باب الغرفة فازداد الصوت وضوحا
فرحت أستمع إلى ذلك الصوت
قاصدا التأمل في كلماته وتدبر معانيه
إنه بحق صوت جميل !!
يتفاعل معه الإنسان بقلبه وعقله ومشاعره
فرحت أصغي إليه
حتى قلت لأصدقائي
دعكم من حديثكم الذي تخوضون فيه
هلّا سكتــّــم !!!
فلما ساد الصمت والهدوء
رحت أنصت مستمتعا بذلك الصوت الأخاذ
وقبل أن أخبركم ما هو هذا الصوت؟؟!!
هل عرفتم ما هو الفرق بين
السمع والاستماع والإصغاء والإنصات؟؟!!
أما مرتبة السمع: فهي حالة التقاط ذبذبات الصوت
عفويا دون قصد
تأمل قول الله تعالى بحق امرأة العزيز
"فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن .."
سورة يوسف 31
ويتضح ذلك إذا قلنا: إن امرأة العزيز
قد تلقت ذلك الخبرعفوا دون قصد
أما مرتبة الاستماع: فهي حالة يراد منها تمييز ذبذبات
الصوت الملتقطة
(لاحظ أنه فعل مقصود وغير عفوي وليس كالسماع)
تأمل قول الله تبارك وتعالى
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا .."
سورة النور 12
حيث يلاحظ أن خبر حادثة الإفك
مما تعمد الناس سماعه والخوض فيه
أما مرتبة الإصغاء: فهي حالة التفاعل مع الصوت
بقلب الإنسان وعقله ومشاعره وجوارحه
تأمل قول الله تبارك وتعالى
"إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما"
سورة التحريم 4
ولاحظ هنا الترابط الحاصل بين الفعل صغت ولفظة قلوبكما
أما مرتبة الإنصات: فهي حالة الإصغاء الجيد
الذي يتطلب إلغاء الفوضى والضجيج وإسكات الآخرين
تأمل قول الله تبارك وتعالى
"وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ..."
سورة الأعراف 204
إلى لقاء في موضوع آخر أخبركم
فيه من هو صاحب ذلك الصوت الذي شد انتباهي في بيت صديقي أحمد!!!