لماذا لا نشكوُ إلى اللهِ أمرنا وهو القائل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر:60).
لماذا لا نرفعُ أكفَ الضراعة إلى الله وهو القائل: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(البقرة:186).
لماذا ضُعفُ الصلةِ بالله، وقلةُ الاعتمادِ على الله، وهو القائل: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ}(الفرقان:77).
لولا دعاؤكم!
أيها المؤمنون! أيها المسلمون! يا أصحابَ الحاجات!
ألم نقرأ في القرآنِ قول الحق عز وجل:{فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} لماذا ؟ {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}(الانعام:42)
أين نحن من الشكوى لله؟ أين نحن من الإلحاح والتضرعِ لله؟
سبحان الله! ألسنا بحاجةٍ إلى ربنا؟
أنعتمدُ على قوتنا وحولِنا؟
والله ثم واللهِ لا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله.
واللهِ لا شفاء إلا بيد الله، ولا كاشفَ للبلوى إلا الله، لا توفيق ولا فلاح ولا سعادةَ ولا نجاح إلا من الله.
العجيبُ والغريب أيها الأخوةُ أن كلَ مسلمٍ يعلمُ هذا، ويعترفُ بهذا، بل ويقسمُ على هذا. فلماذا إذاً تتعلقُ القلوبُ بالضعفاءُ والعاجزين؟ ولماذا نشكو إلى الناسِ ونلجأَ للمخلوقين؟
سل الله ربك ما عنده......... ولا تسأل الناس ما عندهم
ولا تبتغي من سواه الغنى..... وكن عبده لا تكن عبدهم
فيا من إذا بُليت سلاك أحبابك، وهجرك أصحابك!
يا من نزلت بها نازلة، أو حلت به كارثة!
يا من بليت بمصيبةٍ أو بلاءٍ!
ارفع يديك إلى السماء وأكثر الدمعَ والبكاء، وألحَ على اللهِ بالدعاء وقل:
يا سامعاً لكلِ شكوى.
إذا استعنت فاستعن بالله، وإذا سألت فاسأل الله، وقل يا سامعاً لكل شكوى.
توكل على الله وحده، وأعلن بصدقٍ أنك عبده واسجد لله بخشوع، وردد بصوتٍ مسموع:
يا سامعاً لكلِ شكوى.
يا كاشف كل بلوى
اليك ارفع اكف الضراعة