منتديات التربيه الاسلامية جنين

منتديات التربيه الاسلامية جنين (https://www.islamicteacher.org/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.islamicteacher.org/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ارفع اليك أكف الضراعة يارب (https://www.islamicteacher.org/showthread.php?t=1209)

ابو الارقم 12-05-2011 07:23 PM

ارفع اليك أكف الضراعة يارب
 
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}(فاطر:15).


جميعُ الخلق مفتقرون إلى الله، مفتقرون إلى الله في كل شؤونِهم وأحوالِهم، وفي كلِ كبيرةٍ وصغيرة، وفي هذا العصرُ تعلقَ الناسُ بالناسِ، وشكا الناسُ إلى الناس، ولا بأسَ أن يُستعانُ بالناس في ما يقدرون عليه، لكن أن يكونَ المُعتمَدُ عليهم، والسؤال إليهم، والتعلقُ بهم فهذا هو الهلاكُ بعينه، فإن من تعلق بشيٍ وكلَ إليه.


نعتمدُ على أنفسِنا وذكائِنا بكل غرورٍ وعجب، أما أن نسأل اللهَ العونَ والتوفيق، ونلحَ عليه بالدعاء، ونحرِصِ على دوام الصلة باللهِ في كلِ الأشياء، وفي الشدةِ والرخاء، فهذا أخرُ ما يفكرُ به بعض الناس.



فقيراً جئتُ بابك يا إلهي.........ولستُ إلى عبادك بالفقيرِ


غنياً عنهمُ بيقينِ قلبي...........وأطمعُ منك في الفضلِ الكبيرِ

إلهي ما سألتُ سواك عوناً......فحسبي العونُ من ربٍ قديرِ

إلهي ما سألتُ سواك عفواً.....فحسبي العفوُ من ربٍ غفورِ


إلهي ما سألتُ سواك هدياً.....فحسبي الهديُ من ربٍ بصيرِ


إذا لم أستعن بك يا إلهي...... فمن عونيِ سواك ومن مجيرِ



أيها الاخوة!


إن الفرار إلى الله، واللجوء إليه في كلِ حالٍ وفي كل كربٍ وهم، هو السبيلُ للتخلصَ من ضعفنا وفتورنا وذلنا و هواننا.


إن في هذه الدنيا مصائبَ ورزايا، ومحناً وبلايا، آلامُ تضيقُ بها النفوس، ومزعجاتُ تورث الخوفَ والجزع. كم في الدنيا من عينٍ باكيةٍ! وكم فيها من قلب حزين! وكم فيها من الضعفاءِ والمعدومين، قلوبُهم تشتعل، ودموعُهم تسيل!


هذا يشكُ علةً وسقماً، وذاك حاجةً وفقراً، وآخر هماً وقلقاً.


عزيزٌ قد ذل، وغنيٌ افتقر، وصحيحٌ مرض، رجل يتبرم من زوجه وولده، وآخرُ يشكُ ويئنُ من ظلمِ سيده، وثالثٌ كسدت وبارت تجارته، شاب أو فتاة يبحث عن عروس، وطالب يشكو كثرة الامتحانات والدروس، هذا مسحور، وذاك مدين، وآخر ابتليَ بالإدمان والتدخين، ورابعُ أصابه الخوفُ ووسوسةُ الشياطين. تلك هي الدنيا، تضحكُ وتبكي، وتجمعُ وتشتت، شدةُ ورخاءُ وسراءٌ وضراءُ. وصدق الله العظيم: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور}(الحديد:23).



أيها الأخوة!


السؤال الذي يجب أن يكون: هؤلاء إلى من يشكون، و أيديَهم إلى من يمدون؟


يجيبك واقعُ الحال على بشرٍ مثلُهم يترددون، وللعبيدِ يتملقون، يسألون ويلحون وفي المديح والثناء يتقلبون، وربما على السحرة والكهنة يتهافتون.


نعم والله تؤلمنا شكاوي المستضعفين، وزفراتُ المساكين، وصرخاتُ المنكوبين، وتدمعُ أعُينَنا - يعلم الله- لأهات المتوجعين، وأناتُ المظلومين، وانكسارِ الملذوعين، لكن أليس إلى اللهِ وحدَه المشتكى؟ أين الإيمان بالله؟ أين التوكلُ على الله؟ أين الثقةُ و اليقينُ بالله؟




وإذا عرتك بليةًُ فاصبر لها.......صبرُ الكريمِ فإنه بك أرحمُ


وإذا شكوتَ إلى ابنِ أدم إنما.....تشكو الرحيمَ إلى الذي لا يرحمُ



ألم نسمع عن أناس كانوا يشكون إلى الله حتى انقطاع سير نعلهم، نعم حتى سير النعل كانوا يسألونه الله، بل كانوا يسألون الله حتى الملح.



يا أصحابَ الحاجات!


أيها المرضى!


أيها المدينون!


أيها المكروب والمظلوم!


أيها المُعسرُ والمهموم!


أيها الفقير والمحروم!


يا من يبحث عن السعادة الزوجية.


يا من يشكو العقم ويبحث عن الذرية.


يا من يريد التوفيق بالدراسة والوظيفة.


يا من يهتم لأمر المسلمين.


يا كلُ محتاج.


يا من ضاقت عليه الأرضُ بما رحبت.




ابو الارقم 12-05-2011 07:26 PM

تتمة
 
لماذا لا نشكوُ إلى اللهِ أمرنا وهو القائل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر:60).


لماذا لا نرفعُ أكفَ الضراعة إلى الله وهو القائل: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}(البقرة:186).


لماذا ضُعفُ الصلةِ بالله، وقلةُ الاعتمادِ على الله، وهو القائل: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ}(الفرقان:77).


لولا دعاؤكم!



أيها المؤمنون! أيها المسلمون! يا أصحابَ الحاجات!


ألم نقرأ في القرآنِ قول الحق عز وجل:{فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} لماذا ؟ {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}(الانعام:42)


أين نحن من الشكوى لله؟ أين نحن من الإلحاح والتضرعِ لله؟


سبحان الله! ألسنا بحاجةٍ إلى ربنا؟


أنعتمدُ على قوتنا وحولِنا؟


والله ثم واللهِ لا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله.


واللهِ لا شفاء إلا بيد الله، ولا كاشفَ للبلوى إلا الله، لا توفيق ولا فلاح ولا سعادةَ ولا نجاح إلا من الله.


العجيبُ والغريب أيها الأخوةُ أن كلَ مسلمٍ يعلمُ هذا، ويعترفُ بهذا، بل ويقسمُ على هذا. فلماذا إذاً تتعلقُ القلوبُ بالضعفاءُ والعاجزين؟ ولماذا نشكو إلى الناسِ ونلجأَ للمخلوقين؟



سل الله ربك ما عنده......... ولا تسأل الناس ما عندهم


ولا تبتغي من سواه الغنى..... وكن عبده لا تكن عبدهم


فيا من إذا بُليت سلاك أحبابك، وهجرك أصحابك!


يا من نزلت بها نازلة، أو حلت به كارثة!


يا من بليت بمصيبةٍ أو بلاءٍ!


ارفع يديك إلى السماء وأكثر الدمعَ والبكاء، وألحَ على اللهِ بالدعاء وقل:


يا سامعاً لكلِ شكوى.



إذا استعنت فاستعن بالله، وإذا سألت فاسأل الله، وقل يا سامعاً لكل شكوى.


توكل على الله وحده، وأعلن بصدقٍ أنك عبده واسجد لله بخشوع، وردد بصوتٍ مسموع:

يا سامعاً لكلِ شكوى.
يا كاشف كل بلوى
اليك ارفع اكف الضراعة

أبو خبيب 12-05-2011 07:35 PM

يا سامعاً لكلِ شكوى.
يا كاشف كل بلوى
اليك ارفع اكف الضراعة


اللهم أعننا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك

جزاك الله خيراً أخي الكريم

ابو الارقم 12-05-2011 07:42 PM

واياك أخي لك خير دعاء

نور القمر 12-05-2011 09:49 PM

[frame="5 80"]
بارك الله فيك اخي ابو الارقم

وجعل اجر ما سطرتة لنا بميزان حسناتك

يارب مالي سواك .....فرحم ضعيفا لا يعرف الا اياااااااك
[/frame]

ابو الارقم 12-05-2011 09:53 PM

وفيكم بارك الله أختنا الكريمة الأصل
لا تحرمونا من الدعاء


الساعة الآن 08:45 PM

Powered by vediovib4; Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات