فى تفسير سورة غافر يقول شيخ البلاغيين العلامة محمد أبو موسى
قوله سبحانه ( غافر الذنب وقابل التوب)
والواو فى قوله (وقابل التوب ) دالة على المغايرة بين الصفتين،
وأن مغفرة الذنب شىء وقبول التوبة شىء اخر يعنى أنه سبحانه يغفرالكبائر بلا توبة، وأنه سبحانه يقبل التوب،
والمعتزلة لا يرون مغفرة الكبائر بلا توبة , ولهذا يقول الزمخشرى فى هذه الواو إنها للإشارة إلى أن الله سبحانه يغفر ذنب التائب ويثيبه ثوابا آخرعلى التوبة،
فالتائب يعطى أمرين مغفرة الذنب الذى تاب عنه وثواب رجاء المغفرة بالتوبة، وهذا ذكاء عجيب وتشدد فى ردع النفوس عن معصية الله.
والتوب : صالحة لأن تكون مصدرا مثل صام صوما وقام قوما ولأن تكون جمع توبة من قولهم توبة وتوب كتمرة وتمر.
وباب التوبة مفتوح حتى يحضر الموت، ولها شروط مذكورة فى الكتب،
وقد من الله علينا لما أوجب على نفسه قبولها وذلك فى قوله سحبانه
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم )
فقد أكرمنا فى هذه الآية مرنين:
مرة حين قال: (على الله ) وعلى فى هذه الاية أخت على التى فى قوله فى السورة نفسها (ومن يخرح من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) النساء
وناهيك عن من وقع أجره على الله،
والمرة الثانية قوله تعالى ( فأولئك يتوب الله عليهم ) النساء: 17، وهذا وعد الله الذي لا يخلف الميعاد ,
وليس المهم أن تتوب إنما المهم أن يتوب الله عليك لأن من تاب الله عليه فقد تاب، وهذا التوب من الله هو القبول المذكور فى غافر