ألم حشو العصب: متى يكون طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟

ألم حشو العصب: متى يكون طبيعيًا ومتى يستدعي القلق؟

يُعد حشو العصب من أهم العلاجات التي تهدف إلى إنقاذ السن من الخلع بعد تلف العصب أو التهابه. ورغم أن الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو التخلص من الألم نهائيًا، فإن بعض المرضى يشعرون بوجع بعد العلاج، ما يجعلهم يتساءلون: هل ألم حشو العصب أمر طبيعي؟

أولًا: ما هو حشو العصب؟

حشو العصب، أو ما يُعرف باسم علاج جذور الأسنان (Root Canal Treatment)، هو إجراء طبي يتم فيه إزالة العصب المصاب من داخل السن، وتنظيف القنوات الجذرية جيدًا، ثم حشوها بمواد معقمة لحمايتها من العدوى المستقبلية.
هذا العلاج يُنقذ السن من الخلع ويحافظ على شكله ووظيفته.

ثانيًا: هل الألم بعد حشو العصب طبيعي؟

نعم، الشعور ببعض الألم أو الحساسية بعد حشو العصب أمر طبيعي تمامًا ويحدث عند أغلب المرضى، خاصة في الأيام الأولى بعد العلاج.
ويعود ذلك إلى أن الأنسجة المحيطة بجذر السن تكون قد تعرضت لتهيّج بسيط أثناء التنظيف، أو بسبب الضغط الطبيعي الناتج عن الحشو الداخلي.

غالبًا ما يكون الألم خفيفًا إلى متوسط الشدة، ويظهر عند المضغ أو الضغط على السن، ويختفي تدريجيًا خلال 3 إلى 7 أيام.

ثالثًا: أسباب ألم حشو العصب

التهاب الأنسجة المحيطة بالجذر:
نتيجة تحريك أدوات التنظيف داخل القناة أثناء العملية، مما يسبب تهيّجًا بسيطًا يزول مع الوقت.

ارتفاع الحشوة عن مستوى الأسنان الأخرى:
يؤدي ذلك إلى ضغط زائد أثناء المضغ، ويسبب ألمًا عند العضّ.

وجود بكتيريا باقية داخل القناة:
أحيانًا تبقى بقايا صغيرة من العدوى في الجذر، فتسبب ألمًا مستمرًا بعد الجلسة.

التهاب في اللثة أو العظم المجاور:
قد يمتد الالتهاب من الجذر إلى الأنسجة المجاورة مسببًا ألمًا عند لمس السن.

عدم التئام كامل للأنسجة بعد العلاج:
يحتاج الجسم إلى بضعة أيام للتعافي من الإجراء، وقد يستمر الألم البسيط خلال هذه المدة.

رابعًا: متى يكون الألم غير طبيعي؟

يُعد الألم غير طبيعي ويحتاج إلى مراجعة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

استمرار الألم الشديد لأكثر من أسبوع.

وجود تورم أو انتفاخ في اللثة أو الوجه.

خروج صديد أو رائحة كريهة من الفم.

ألم عند لمس السن حتى دون المضغ.

تغير لون السن أو الشعور بنبض داخله.

في هذه الحالات قد يكون هناك التهاب مستمر داخل الجذر أو حشو غير مكتمل، ويحتاج الطبيب إلى إعادة العلاج أو تعديل الحشوة.

خامسًا: كيفية تخفيف ألم حشو العصب

تناول مسكنات الألم الموصوفة من الطبيب مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول.

تجنب الأطعمة الصلبة على الجانب الذي تم علاجه لعدة أيام.

استخدام كمادات باردة على الخد لتقليل التورم أو الالتهاب.

الالتزام بتعليمات الطبيب بعد الجلسة وعدم تأجيل تركيب التاج إذا كان ضروريًا.

المحافظة على نظافة الفم والأسنان لمنع أي عدوى جديدة.

سادسًا: هل يمكن أن يعود الألم بعد فترة من حشو العصب؟

في بعض الحالات النادرة، قد يعود الألم بعد أشهر أو سنوات من الحشو، ويحدث ذلك بسبب:

تسرب بكتيري إلى القناة من خلال كسر في السن أو الحشوة.

فشل الحشو في سد الجذر بإحكام.

تكون خراج تحت السن.
في هذه الحالة، قد يلجأ الطبيب إلى إعادة حشو العصب (إعادة العلاج) أو إجراء جراحة بسيطة للجذر.

سابعًا: الوقاية بعد العلاج

زيارة الطبيب بشكل دوري لفحص السن المحشو والتأكد من سلامته.

تركيب تاج حماية (Crown) بعد حشو العصب لتقوية السن ومنع كسره.

تجنب مضغ الأشياء الصلبة أو قضم الأظافر.

استخدام فرشاة ومعجون أسنان مناسبين للحفاظ على النظافة اليومية.

✨ الخلاصة:
ألم حشو العصب بعد العلاج أمر شائع ومؤقت، يدل غالبًا على استجابة الجسم الطبيعية لعملية التئام الأنسجة. ومع ذلك، إذا استمر الألم أو ازداد شدته، فلا تتردد في مراجعة طبيب الأسنان، لأن التدخل المبكر يمنع المضاعفات ويحافظ على صحة السن على المدى الطويل.