أشكر بداية الاخ الغالي عدي ابو بكر على اللفتة القرانية الجميلة
ثم أشكر كل من عقب
واقدر ما عقب وسأل عنه فعلا ابو وفيق
الا وهو ايه "طه " في حق ام موسى
فيا سيدي كنت مثقلا بالنعاس لكن لما قرأت ردك بعد خروجي من نصف ساعة
أطرت النوم من عيني واستفززتني بسؤالك
ودار بي في بحث جميل
فعلا لم استخدم لفظة القى وقذف في اية طه ...فاليك يا سيدي ما يذهل العقل واللب من العنى البلاغي
الذي توصل اليه علماؤنا
[frame="1 80"]
لاحظ في هذه الآية الاخرى آية القصص لم تذكر شيئاً عن مسألة التابوت : { فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم } [ القصص : 7 ] هكذا مباشرة .دون قذف ..ماشي ...
طيب لماذا قالوا : لأن الحق سبحانه تكلم عن الغاية التي تخيف ، وهي الرَّمي في اليم ، وطبيعي في حنان الأم أنْ تحتال لولدها وتعمل على نجاته ، فتصنع له مثل هذا التابوت ، وتُعِدّه إعداداً مناسباً للطَفْو على صفحة الماء .
فالكلام هنا لإعداد الأم وتهيئتها لحين الحادثة ، وفَرْق بين الخطاب للإعداد قبل الحادثة والخطاب حين الحادثة ، فسوف يكون للأمومة ترتيب ووسائل تساعد على النجاة ، صنعتْ له صندوقاً جعلت فيه مَهْداً ليّناً واحتاطتْ للأمر ، ثم يطمئنها الحق سبحانه على ولدها : { وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تحزني } [ القصص : 7 ] فسوف نُنجيه؛ لأن له مهمة عندي { إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ المرسلين } [ القصص : 7 ] .
فإذا ما جاء وقت التنفيذ جاء الأمر في عبارات سريعة متلاحقة : { أَنِ اقذفيه فِي التابوت فاقذفيه فِي اليم فَلْيُلْقِهِ اليم بالساحل } [ طه : 39 ] .
لذلك ، تجد السياق في الآية الأولى هادئاً رتيباً يناسب مرحلة الإعداد ، أما في التنفيذ فقد جاء السياق سريعاً متلاحقاً يناسب سرعة التنفيذ ، فكأن الحق سبحانه أوحى إاليها : أسرعي إلى الأمر الذي سبق أنْ أوحيتُه إليك ، هذا الكلام في الحبْكة الأخيرة لهذه المسألة .
وقوله تعالى : { فَلْيُلْقِهِ اليم بالساحل } [ طه : 39 ] أي : تحمله الأمواج وتسير به ، وكأن لديها أوامر أن تُدخِله في المجرى الموصِّل لقصر فرعون .
فعندنا إذن لموسى ثلاثة إلقاءات : إلقاء الرحمة والحنان في التابوت ، وإلقاء التابوت في اليم تنفيذاً لأمر الله ، وإلقاء اليَمِّ للتابوت عند قصر فرعون .
[/frame]