عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
 
عضو ذهبي
فاطمة قبها غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 550
تاريخ التسجيل : Sep 2012
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,645
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
Arrow إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها

كُتب : [ 06-12-2014 - 09:35 PM ]



من الحسن البصري إلى كل ولد آدم


إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله

يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.

يا ابن آدم
إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك
فكيف البقاء ؟!


يا ابن آدم
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
فنافسه في الآخرة

أيها الناس
أحبّوا هونا و أبغضوا هونا
فقد أفرط أقوام في الحب حتى هلكوا
و أفرط أقوام في البغض حتى هلكوا

أيها الناس
لقد كان الرجل إذا طلب العلم يرى ذلك في بصره
و تخشّعه و لسانه ويده وصلاته و صلته وزهده
أما الآن
فقد أصبح العلم مصيدة و الكل يصيد أو يتصيد
إلا من رحم ربك و قليل ما هم

يا قوم
إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها
سعد بها و نفعته صحبتها
ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
شقي بها
و لكن أين القلوب التي تفقه ؟
و العيون التي تبصر ؟
والآذان التي تسمع ؟

تباً لطلاب الدنيا
وهي دنيا !!!
و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام
بعد عبادتهم للرحمن
و ذلك بحبهم للدنيا
و الله ما صدّق عبد بالنار
إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت
و إن المنافق المخدوع
لو كانت النار خلف هذا الحائط
لم يصدق بها
حتى يتهجم عليها فيراها !

القلوب .. القلوب
إن القلوب تموت و تحيا
فإذا ماتت
فاحملوها على الفرائض
فإذا هي أحييت فأدبوها بالتطوع


الذنوب
و هل تتساوى الذنوب؟
إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه
وما يزال متخوفا منه أبدا
حتى يدخل الجنة
إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت
قبلها بميسور الله عزّ و جلّ
و حمد الله تعالى عليها
و إن لم تتيسر تركها
و لم يتبعها نفسه

إن المؤمن قوّام على نفسه
يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ
و إنما خفّ الحساب يوم الحساب
على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا
و إنما شق الحساب .. على قوم أخذوها من غير محاسبة


يا قوم
تصبروا و تشددوا فإنما هي ليالٍ تعد
و إنما أنتم ركب وقوف
يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت فانقلبوا بصالح الأعمال

أفق يا مغرور من غفلتك
و ابك على خطيئتك إذا خاف ( الخليل )
و خاف ( موسى ) كذا خاف ( المسيح )
و خاف ( نوح ) وخاف ( محمد) خير البرايا
فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟

يا هذا
رطّب لسانك بذكر الله وندّ جفونك بالدموع من خشية الله
فوالله ما هو إلا حلول القرار في الجنة أو النار
ليس هناك منزل ثالث من أخطأته الرحمة
صار و الله إلى العذاب


و اعلم يا هذا
أن خطاك خطوتان خطوة لك و خطوة عليك
فانظر أين تغدو ؟ و أين تروح ؟

و اعلم يا هذا
أن المؤمن في الدنيا كالغريب
لا يأنس في عزها
و لا يجزع من ذلها
للناس حال و له حال

كيف نضحك ؟
و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا
فقال
لا أقبل منكم

يا هذا
بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا
و لا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا

يا هذا
كفى بالموت واعظا
و رب موعظة دامت ساعة ثم تنقضي
و خير موعظة ما دام أثرها
نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا و يحزننا بكاء الباكيات
كروعة ثلة لمغار سبع فلما غاب عادت راتعات
-------
من كتاب رسائل مبكية من كلام الشيخ الحسن البصري

------------
للفايدة

توقيع :

مرر الماوس على التوقيع
[flash=http://www.mediafire.com/download/876ww4eubpp8adp/%D8%AA%D8%B5%D9%85%D8%B3%D9%85_1.swf]WIDTH=600 HEIGHT=300[/flash]

رد مع اقتباس