![]() |
رمضان والرحيل
رمضان والرحيل ها هي أمة الإسلام قدودعت شهر رمضان، رمضان الذي كنا بالأمس القريب نستقبله، وها نحن نودعه، مرَّ علينا وكأنه دقائق أو بضع ساعات، مرت الأيام المعدودات وكأنها غمضة عين فالحمد لله ربّ العالمين. لقد عزم رمضان على الرحيل، وشمر عن ساق، وآذن بوداع وانطلاق، فقوضت خيامه، وأزف الرحيل ، ولم يبق لنا مضى رمضان: مضى الشهر الذي شرفه الله وعظمه، ورفع قدره وكرمه، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الرحمة والعفو والغفران. شهر أنزل فيه القرآن، وفتح سبحانه للتائبين العائدين فيه بابه، فلا دعاء إلا مسموع، ولا عمل إلا مرفوع، ولا خير إلا مجموع. شهر تنزل فيه البركات، وتكثر فيه الصدقات، وتكفر فيه السيئات، وتقال فيه العثرات، وترفع فيه الدرجات، جعله الله لذنوبنا تطهيرًا ولسيئاتنا تكفيرًا. شهر الأمن والأمان، والبركة والإحسان، والتجاوز والغفران، والعتق من النيران. شهر النسك والتعبد، والقيام والتهجد، والركوع والسجود. كل هذا الخير العميم والفضل العظيم يذهب بعد سويعات بذهاب رمضان– والله - لفراقه حسره في قلوب المؤمنين، وتسيل لوداعه دموع الصائمين القائمين. يا شهر رمضان: غير مودَّع ودَّعناك، وغير مزهود فيك فارقناك. عبرة وعظة إن في انقضاء رمضان إشارة بانقضاء الأعمار وسرعة فناء هذه الدار، وتذكيرًا لكل مسلم بأن الدنيا كلَّها أيامٌ محدودة وأنفاس معدودة، وآجال مضروبة، وأعمال محسوبة، وأنها ظل زائل وسراب . فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُور لقمان:33{رُ... {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}... [غافر:39]. أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا". روي عن عيسى عليه السلام أنه قال لأصحابه: الدنيا قنطرة اعبروها ولا تعمروها. وقال: من ذا الذي يبني على موج البحر دارًا؟ تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارًا. مضمار سباق إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا. لقد انقسم الناس في رمضان إلى ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات، فالسعيد من وفقه الله لطاعته وإتمام العمل وإخلاصه. والشقي من فرط في الشهر وضيعه وخرج منه كما دخل فيه، مصرًّا على الذنب مقيمًا على العصيان. فيا من أحسنت في رمضان هنيئًا لك ثواب الله ورضوانه، ورحمته وغفرانه، وعفوه وامتنانه. وأدم الطاعة لله حتى النهاية فإن الأعمال بالخواتيم، وإياك والغرور فيرد عليك عملك. اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، واختم بالصالحات أعمالنا، واجعلنا من عتقاء النار. -- |
[frame="4 80"]
جزيت خيرا اختنا الكريمة " العيناء " نعم ها هو رمضان يمضي وينقضي مسرعا ... والعمر يمضي وينقضي كذلك وقد قال احدهم مخاطبا رمضان : ايا شهر الصيام فدتك نفسي.. تمهل بالرحيل والانتقال فما أدري إذا ما الحول ولـى.. وعدت بقابل في خير حال أتلقاني مع الأحياء حياً ..أو أنك تلقني في اللحد بال موضوعك جميل وهو عبارة عن خطبة مصغرة .. لك كل التقدير ونبارك لك الجهد ونسال الله ان يبارك سعيك وعملك وعمرك وان يجعلك من اهل الذكر والتذكرة ...وان يرزقك العافية حسن الختام [/frame] |
الله يبارك بحسناتك اخى الكريم على مرورك الطيب جوزيت الفردوس الاعلى الله يكرمك الدنيا والاخرة ويجعلك من أهل الفردوس الاعلى رعاك ربى واسعدك وزاكرمك ووفقك لما فيه الخير |
الساعة الآن 10:13 PM |
Powered by vediovib4; Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.