![]() |
المرأة والزوجة في القرآن الكريم
[frame="7 80"]
متى تكون المرأة زوجاً ومتى لا تكون ؟ عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ، نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ، وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي .. فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما .. ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ، وقوله تعالى : "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" . وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" . وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وسلم "أزواجاً" له ، في قوله تعالى : "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" . فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى "امرأة" وليس "زوجاً" . قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى : "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا" . إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست "زوجاً" له ، وإنما هي "امرأة" تحته . ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون ، في قوله تعالى : "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ" . لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ، فهي "امرأته" وليست "زوجه" . ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة . عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان زكريا : "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى : "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء" . وحكمة إطلاق كلمة "امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية . ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف "النسلي" من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة . ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" . وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة" ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج" ، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" . والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته . وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين "زوج" و"امرأة" في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين [/frame] |
[frame="7 80"]
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } [ الكهف1 ] شكرا لك اختي سهاد على هذا الموضوع المفيد تحياتي لك وتقديري لجهودك http://im17.gulfup.com/2012-04-13/133428636721.gif [/frame] |
[frame="2 80"]
شرفني مرورك العطر اختي سعاد [/frame] |
[frame="8 80"]بارك الله بك اختنا الكريمة على هذه الجهود الطيبة دمت في رعاية الرحمن [/frame] |
[frame="1 80"]
اقتباس:
لكون الآية الكريمة 12 في سورة النساء قد تخالف هذا الكلام .... وإليكم الآية الكريمة قال تعالى:{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ }النساء12 لذا الله اعلم بمراده مشكورة ... [/frame] |
[frame="2 80"]
بارك الله بك اخي الكريم ابو خبيب على المرور الطيب [/frame] |
[frame="2 80"]
حياك الله اخي ابو رشاد على المداخلة وافند ما ذكرت حسب معلوماتي وتبقى القضية مفتوحة لمن اراد ان يدلو بدلوه ويفيدنا فبارك الله بكم اقتباس: وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ذكرنا اخي الكريم ان كلمة الزوج تطلق على المتفقين بكل شيء،عقدي او جسدي اواي شيء اخر فهنا ان كان هناك عدم قدرة ع الانجاب سيكون من الاثنين هكذا مر معي مع انه اكيد ليس بشرط اما قوله تعالى: اقتباس: وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ اما كلمة المرأة اخي الكريم فهي تطلق على المتزوجة والتي لم يسبق لها زواج ، والتي لم يسبق لها زواج قد لا يكون لها والد واكيد ليس لها ولد اتمنى ان اكون قد قدرت ان اوصل لك ما عندي وانا على استعداد ان اسمع منك ما تريد دمت بود الرحمن [/frame] |
[frame="1 80"] موضوع جميل جدا أكثري من هذه اللفتات الطيبة ست سهاد أخي ابو رشاد عقبت ان اية النساء قد لا توافق النتيجة والاستقراء لي رأي واجتهاد انها توافق لاسباب * اختلاف الدين مانع للميراث فلم يقل " ولكم النصف مما تركت أمرأتك * ثانيها ان الحديث في دراسة الاخت المشرفة عن مفردة قرانية ( المرأة والزوجة ) ولاحظ معي ان الحديث في اية الميراث عن جمع (أزواجكم ) ولم يفردها * بقي امر التناسل والعقم ألم تصدر الاية الحديث عن الانجاب فكأن العقم وقلة صلاح الزوجة للتناسل شاذ بالنسبة لعموم الانجاب فيضم الشاذ قلة الانجاب على العام وهو العطاء والوهب هذا رأي بصرني الله به ....ولا أجزم بيقينه [/frame] |
[frame="2 80"]
ايضا وجهة نظر اخي ابو الارقم تشكر عليها بارك الله بك [/frame] |
[frame="4 80"]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومن والاه وبعد أختي سهاد بوركت الجهود وبورك هذا العطاء المتوقد.... وبكل صدق هذا الموضوع قمة الروعة وجميل ومن الموضوعات المميزة التي كتبت في المنتدى جزيت كل الخير وبارك الله فيك وادعوالجميع أن يقرأ الموضوع بالنسبة لمداخلة الزميل " أبو رشاد " تحتاج الى تأمل ...ويبدو لي أن القرآن الكريم هنا لا يتحدث عن حالة محددة ليبين اذا ما كانت " امرأة أو زوجة " حسب ما أشارت الدراسة والامر الآخر الذي أشير له وهو ان القرآن أيضا يراعي الفاصلة القرآنية .... ودمتم بود [/frame] |
[frame="2 80"]
مداخلة تشكر عليها اخي ابو المنذر فبارك الله بك [/frame] |
[frame="1 80"]أختي الكريمة سهاد
أرجو منكي ان تتريثي في قراءة هذه التوضيحات ...وان لا تتسرعي !!! ....لقد بحثت في امهات كتب التفسير لاجد ما يؤيد مدلول اللفظ أمراة ومدلول اللفظ زوجة...ووجدت ان مدلولهما من الأمور المتشابهة والتي يشكل ايجاد تفسيرلهما كما أراده الله وان كان القليل من العلماء ما يأتي بشواهد فيها شيء مما ذكرتيه, كما ان لغة العرب التي جاء بها القرآن الكريم لا يوجد بها مثل هذا التفريق لذا أوردت بعض النصوص التي تدل على خلاف هذه الدعوى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (35) سورة آل عمران....هنا تحقق الانسجام والتوافق... {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } (29) سورة الذاريات...هنا صفة العقم حالة طبيعية لمرحلة العجز....وكان قد سبق ان تحقق التوافق والانسجام بينهما. فهذه عكس ما تفضلتي به. وقوله تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ ....} (12) سورة النساء هذاعام في كل الحالات . فلو كان هذا المعنى صحيحا لبينته السنة ولعرفه العرب وعملوا به ..... نصوص السنة فيما يخالف...مدلول اللفظتان كما تفضلتي به 1- في الصحيح : عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق...لاحظي هنا انها قالت جاء ام سليم أمراة ابي طلحة ولم تقل زوجة ابي طلحة...وقد تحقق الانسجام والتوافق بينهما. 2- في الصحيح : عن ميمونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه...لاحظي هنا" يباشر امراة من نسائه"...وليس زوجة من نسائه....وقد تحقق الانسجام والتوافق بينهما. 3- في الصحيح : عن عائشة قالت اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه...لاحظي هنا "امرأة من أزواجه" وليس زوجة من أزواجه...وقد تحقق الانسجام والتوافق بينهما. وغيرها كثير جدا، وفي هذا كفاية ." والله تعالى أعلم [/frame][/size] |
[frame="2 80"]
اقتباس:
هل عهدت مني التسرررررررررررررع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ سامحك الله ............ اقتباس:
بداية اخي ابو رشاد هل هذه دعوى ان ادعيتها ام من كلام العلماء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بالنسبة لما اوردته من نصوص لا اعارضها لاني لم اتبحر في المسالة كما تبحرت انت ممعنا بها لانك جازم على ردها على ما اظن احب كتابات السامرائي جدا لذلك اقتطف من لمساته الادبية دمت بكل الود [/frame] |
اقتباس:
الله يرضى عنكي...لا تزعلي لسوء التعبير... اقتباس:
مشكورة وبارك الله فيكي |
[frame="1 80"]
وفيكم بارك اخي ابو رشاد رضي الله عنك واكرمك [/frame] |
[frame="1 80"]
أشكر كل من ساهم في النقاش واعتذر أنني أنشغل عنكم كثيرا فلا يسنح لي الوقت ان أكون في نقاشكا الطيب والمثمر أرجع للموضوع وأسأل أخي ابو رشاد ألفاظ القران أعجازية فهل ألفاظ السنة عجازية كمثلها؟؟؟ ثم أقرأ معي ما يلي( من نفائس ابن القيم عليه رحمة الله) " فصل : في الكلام على الزوج هل يختلف لفظه بين الذكر والأنثى وتحقيق ذلك [/frame]وأما الأزواج فجمع زوج، وقد يقال: زوجة، والأول أفصح، وبها جاء القرآن، قال تعالى لآدم: اسكن أنت وزوجك الجنة [الأعراف:19]، وقال تعالى في حق زكريا وأًصلحنا له زوجه [الأنبياء:90]، ومن الثاني : قول ابن عباس رضي الله عنه في عائشة رضي الله عنها: إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة. وقال الفرزدق : وإن الذي يبغي ليفسد زوجتي . . . كساع إلى أسد الشرى يستبيلها وقد يجمع على زوجات، وهذا إنما هو جمع زوجة، وإلا فجمع زوج أزواج قال تعالى: أنتم وأزواجكم تحبرون [الزخرف:70]، وقد وقع في القرآن الإخبار عن أهل الإيمان بلفظ الزوج مفرداً وجمعاً كما تقدم. وقال تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم [الأحزاب:6]، وقال تعالى: يا أيها النبي قل لأزواجك [الأحزاب:28]، والإخبار عن أهل الشرك بلفظ المرأة قال تعالى:تبت يدا أبي لهب إلى قوله: وامرأته حمالة الحطب [المسد: 1-4]، وقال تعالي: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط [التحريم:11]، فلما كانتا مشركتين أوقع عليهما اسم المرأة لما كان هو المشرك وهي مؤمنة لم يسمها زوجا له،وقال في فرعون :وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون ،وقال في حق آدم :اسكن أنت وزوجك الجنة [ البقرة:35]، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا أحللنا لك أزواجك [ الأحزاب:50]، وقال في حق المؤمنين : ولهم فيها أزواج مطهرة [البقرة:25]. فقالت طائفة - منهم السهيلي وغيره - إنما لم يقل في حق هؤلاء الأزواج ، لأنهن لسن بأزواج لرجالهم في الأخرة، ولأن التزويج حلية شرعية، وهو من أمر الدين، فجرد الكافرة منه كما جرد منها امرأة نوح وامرأة لوط. ثم أورد السهيلي على نفسه قول زكريا: وكانت امرأتي عاقراً [مريم: 5]، وقوله تعالى عن إبراهيم: فأقبلت امرأته في صرة [الذريات : 29]. وأجاب بأن ذكر المرأة أليق في هذه المواضع، لأنه في سياق ذكر الحمل والولادة، فذكر المرأة أولى به. لأن الصفة التي هي الأنوثة هي المقتضية للحمل والوضع، لا من حيث كانت زوجا. قلت: ولو قيل إن السر في ذكر المؤمنين ونسائهم بلفظ الأزواج أن هذا اللفظ مشعر بالمشاكلة والمجانسة والاقتران، كما هو المفهوم من لفظه، فإن الزوجين هما الشيئان المتشابهان المتشاكلان أو المتساويان، ومنه قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم [الصافات : 22]، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أزواجهم: أشباههم ونظراؤهم. وقاله الإمام أحمد أيضاً : ومنه قوله تعالى: وإذا النفوس زوجت [التكوير: 7]، أي : قرن بين كل شكل وشكله في النعيم والعذاب، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه الآية: الصالح من الصالح في الجنة، والفاجر مع الفاجر في النار . وقاله الحسن ، وقتادة ، و الأكثرون. وقيل زوجت أنفس المؤمنين بالحور العين، وأنفس الكافرين بالشياطين، وهو راجع إلى القول الأول. وقال تعالى: ثمانية أزواج [الأنعام : 143]، ثم فسرها: من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين [الأنعام:144]، فجعل الزوجين هما الفردان من نوع واحد، ومنه قولهم : زوجا خف، وزوجا حمام ونحوه، ولا ريب أن الله سبحانه قطع المشابهة والمشاكلة بين الكافر والمؤمن، قال تعالى: لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة [ الحشر:20]. وقال تعالى في حق مؤمني أهل الكتاب وكفارهم: ليسوا سواء من أهل الكتاب [آل عمران: 113] الآية، وقطع المقارنة سبحانه بينهما في أحكام الدنيا، فلا يتوارثان، ولا يتناكحان، ولا يتولى أحدهما صاحبه، فكما انقطعت الوصلة بينهما في المعنى انقطعت في الاسم، فأضاف فيها المرأة بلفظ الأنوثة المجرد، دون لفظ المشاكلة والمشابهة. فتأمل هذا المعنى تجده أشد مطابقة لألفاظ القرآن ومعانيه، ولهذا وقع على المسلمة امرأة الكافر، وعلى الكافرة امرأة المؤمن لفظ المرأة دون الزوجة تحقيقاً لهذا المعنى، والله أعلم. وهذا أولى من قول من قال: إنما سمى صاحبة أبي لهب امرأته ولم يقل لها زوجته، لأن أنكحة الكفار لا يثبت لها حكم الصحة، بخلاف أنكحة أهل الإسلام فإن هذا باطل بإطلاقه اسم المرأة على امرأة نوح وامرأة لوط، مع صحة ذلك النكاح.وتأمل في هذا المعنى في آية المواريث، وتعليقة سبحانه التوارث فيها بلفظ الزوجة دون المرأة، كما في قوله تعالى: ولكم نصف ما ترك أزواجكم [النساء:12]، إيذاناً بأن هذا التوارث إنما وقع بالزوجية المقتضية للتشاكل والتناسب ، والمؤمن والكافر لا تشاكل بينهما ولا تناسب، فلا يقع بينهما التوارث. وأسرار مفردات القرآن ومركباته فوق عقول العالمين وقد تنبه العلامة ابن القيم لنحو الفرق وإنما قلت ليس معارضاً ,لأن مخالفة الأصل إذا كانت لسبب معين يتعلق بمناسبة السياق,لا يكون ذلك عائدا بالنقض على ما تقرر بالقاعدة الأصلية ,هذا من حيث الجملة..كما أنه لا يعترض على تعبير القران الذي له خصوصية في النظم بنصوص من السنة..فليس المقصود ممن يستشف أمثال ذلك أن المرأة لا تطلق إلا على كذا والزوجة لا تطلق على كذا.. وإنما هو بيان للنكتة في التفريق بينهما حال اعتبار الفرق فإن الكلمة إذا تزاحم استعمالها لغير معنى ,كأن يقال :الزوجة والمرأة في هذا المقام أيهما اولى ,..فعلى التفريق المذكور وفيه وجاهة,يكون تقديم الزوجة في حالة التوافق والمرأة في عدمه..إلا أن يقوم مرجح آخر يغير من هذه القسمة ,والقاعدة الإعجازية في القران أنه مامن لفظة يمكن أن يبدل بها غير إلا والمثبت خير منها,والمعنى العربي في التزواج يليق به هذا المعنى بخلاف المرأة فيعم...ولهذا قد يكون الأدق أن يقال:الأصل في ذكر الزوجية نوع توافق أو طلب تحصيله,بخلاف المرأة فقد يكون التوافق وقد لايكون ,فيعتبر في السياقات التي فيها ذكر المرأة مناسبة تقديم ذلك على ذكر الزوجية ,فإن وجدنا ذكر الزوجية فيما قد يخالف ظاهره ذلك التمسنا من السياق سبب ذلك ,ومعلوم في كل علم أن الأمثلة القليلة لا ينقض بها القاعدة الأصلية فالقواعد في عامة العلوم أغلبية ..والمقصود هنا أن ملاحظة الناقد البصير حين يستقريء شيئاً فلا يسارع بنقض كلامه بمثال ومثالين لاحتمال أن يكون موردهما لجهة أخرى, (مع مراعاة تعدد القراءات ) ولكم مني أخوتي كل الاحترام أبو رشاد والست سهاد عل خلافية الموضوع والله أعلى و أعلم |
[/quote] ..والمقصود هنا أن ملاحظة الناقد البصير حين يستقريء شيئاً فلا يسارع بنقض كلامه بمثال ومثالين لاحتمال أن يكون موردهما لجهة أخرى,والمتفق عليه هنا:أن المتكلم حكيم وليس ثم لفظة في موضع إلا وهي الأليق مطلقاً[/quote]
بارك الله فيك أخي الكريم أبو الأرقم لا شك أن ما قلتَه صحيح , وأن أي لفظة موجودة في القرآن هي الأنسب والأولى فتارة زوجة وتارة امرأة لكن ...أين الدليل البلاغي العربي فيما تم الفريق به؟؟؟ وطبعا أكيد لا يوجد ما يثبت ذلك لكون هناك آيات تُعكّر هذه القاعدة ! مشكور |
[frame="2 80"]
اشكركما اخواي ابو الارقم على الاثراء وابو رشاد على الرد لكما احترامي وتحياتي [/frame] |
| الساعة الآن 10:14 PM |
Powered by vediovib4; Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.