تأكيد أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت على الإطلاق من الناحيتين المادية والمعنوية, وهو ما أثبتته الدراسات المتأخرة في علم دراسة حيوانات الأرض.
من أقوال المفسرين : في تفسير الآيات التي ذكرتيها .
* ذكر ابن كثير( رحمه الله) ما مختصره: هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله, يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد, فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه, فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت, فإنه لا يجدي عنه شيئاً, فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء, وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله, وهو مع ذلك يحسن العمل في إتباع الشرع, فهو متمسك بالعروة الو ثقى لا انفصام لها لقوتها وثباتها....
* وجاء في تفسير الجلالين( رحمهم الله) بتحقيق وتعليق الشيخ محمد كنعان( جزاه الله خيراً) ما نصه مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء) أصناما يرجون نفعها( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) لنفسها تأوي إليه( وإن أوهن) أضعف( البيوت لبيت العنكبوت) لا يدفع عنها حراً ولا برداً, كذلك الأصنام لا تنفع عابديها( لو كانوا يعلمون) ذلك ما عبدوها.
* وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ما نصهمثل الذين اتخذوا من دونه أولياء...) أي مثل هؤلاء في اتخاذهم الأصنام آلهة يعبدونها ويعتمدون عليها, ويرجون نفعها وشفاعتها, كمثل العنكبوت في اتخاذها بيتا واهيا من نسجها لا يغني عنها في حر ولا قر, ولا في مطر ولا أذي.
* وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم(جزاهم الله خيرا) ما نصه:
شأن المبطلين الموالين لغير الله في الضعف والوهن والاعتماد على غير معتمد كشأن العنكبوت في اتخاذهاً بيتا تحتمي به, وبيتها أوهن البيوت وأبعدها عن الصلاحية للاحتماء, ولو كان هؤلاء المبطلون أهل علم وفطنة لما فعلو ذلك.
والأهم من ذلك ان العنكبوت هو الكائن الوحيد من بين المخلوقات الذي تاكل الزوجة زوجها بعد الانتهاء من بناء بيتها ....والله تعالى أعلم.