[frame="1 80"]حماقة هبنقة
هبنقة ..
الذي يضرب به المثل في الحمق، يقولون إن اسمه يزيد بن ثروان ويقال ابن مروان أحد بني قيس بن ثعلبة
و يذكر إنه عاش في العصر العباسي
يقال عنه أنه من أعيا العرب ويضرب به المثل في الحمق.
و قد تحدث إبن الجوزي عنه في كتابه " أخبار الحمقى و المغفلين " ...
ومن حمقه :
- أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به.
فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا !!
- ونظر هبنقة إلى مسجد وقال : ما أطول من بنى المئذنة .؟!
فقيل له :ما أغباك..؟! لقد بنوها على الأرض ثم رفعوها...
- وأضل بعيراً .. فجعل ينادي : من وجده فهو له
فقيل له: فلم تنشده ؟
قال: فأين حلاوة الوجدان
وفي رواية: من وجده فله عشرة ..
فقيل له: لم فعلت هذا قال: للوجدان حلاوة في القلب.
- واختصمت طفاوة وبنو راسب .. في رجل ادعى كل فريق أنه في عرافتهم
فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب.
فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت في الديوان.
- وكان إذا رعى غنماً جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل
ويقول: لا أصلح ما أفسده الله.
- و كان هبنقة يصنع منبرا من الخيزران ويقضي شهرين.. مثلا،
وهو يشتغل في صنعه ليرتقيه ويقول للناس كلاما هاما جدا..
وبعد أن ينتهي من صناعة المنبر يحمله ويذهب به إلى الساحة العامة في السوق ووسط حركة الناس، ينصبه ثم يعتليه
وينادي: أيها الناس.. أيها الناس .. هلمّوا إليّ واسمعوني،
ينظر الناس إلى مصدر الصوت فيجدوا أن المنادي هو هبنقة .. وبالطبع فإن الناس ليسوا مستعدين للاستماع إلى من عرفوه بالحمق، فلا يعطونه فرصة لقول( وجهة نظره) ويسارعون إلى إنزاله وضربه وتكسير منبره على رأسه..
فيضطر المسكين إلى قضاء شهرين آخرين في صناعة منبر جديد ليعيد الكرة.. فيتلقى الضرب نفسه .. وهكذا.
وذات مرة.. بعد أن اعتلى منبره الخيزراني ونادى في الناس.. كان فيهم رجل حكيم ، وما أن هب الناس على هبنقة لينزلوه ويكسروا منبره على رأسه كما جرت العادة..
حتى استوقفهم الحكيم قائلا: يا جماعة الخير.. الرجل فعل هذا أكثر من مرة.. وكرر الأمر رغم أنه تحمل الضرب والإهانة.. مما يعني أن لديه أمرا هاما يريد قوله.. فماذا نخسر لو أعطيناه الفرصة وسمعناه؟
اقتنع الناس بكلام الحكيم.. وجلسوا أمام هبنقة وهو يعتلي منبره.. وقالوا له: تفضل تكلم..
اكتشف هبنقة حينها أنه ليس لديه شيء يقوله.. أطرق قليلا.. فشعر أن الحكيم ورّطه في الكلام، وأنه أصبح مجبرا على قول شيء..وهو ليس لديه ما يقول!!
فأشار إلى الحكيم وقال: ألا لعنة الله على هذه الصلعة
[/frame]..