[gdwl]
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في الحديث النبوي "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم"
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول"لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) متفق عليه)
واختلف العلماء في معنى مخالفة الوجه .فقال بعضهم : إن المعنى أن الله يخالف بين وجوههم مخالفة حسية ، بحيث يلوي الرقية ، حتى يكون وجه هذا مخالفاً لوجه هذا ، وهذه عقوبة حسية .
بينما رآى بعض العلماء أن المراد بالمخالفة : المخالفة المعنوية ، يعني مخالفة القلوب ؛ لأن القلب له اتجاه ، فإذا اتفقت القلوب على وجهة واحدة حصل في هذا الخير الكثير ، وإذا اختلفت تفرقت الأمة . فالمراد بالمخالفة مخالفة القلوب ، وهذا التفسير أصح ؛ لأنه قد ورد في بعض الألفاظ(أو ليخالفن الله بين وجوهكم) . وفي رواية : "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم."
إن المتأمل لهذا الحديث النبوي الشريف يستلهم منه معاني وعبر رائعة ،أهمها:
المعنى الأول: مطلوب من المجتمع المسلم أن يوحد قلوب أفراده وأفكارهم حول عقيدة واحدة وقبلة واحدة ومنهج واحد فإن لم يفعلوا ستصبح قلوبهم شتى ويتفرقون ويذهب ريحهم.
المعنى الثاني: إذا لم تتماسك الأمة تجلت فيها مظاهر الأنانية وحب الذات وتغلب النزعات والشهوات الطائشة على الفرد مما يؤدي بالجماعة إلى حالة الخلاف والضعف والوهن.
المعنى الثالث: دعوة الإسلام المسلمين للتضامن والتعاون والتماسك لتحقيق مفهوم " البنيان المرصوص"
المعنى الرابع: تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين روح النظام لأنه أساس النجاح والتفوق.....
[/gdwl]