[frame="1 80"]ســـلام من الرحمن عليكم ورحمته وبركاته
الفرق بين ( نفد ) و ( نفذ ) :
في الكتابة مجرد نقطة فقط
و لكن هذه النقطة الصغيرة غيرت المعنى بينهما كلياً
فكلمة ( نفذ ) بالنقطة - أو بحرف الذال إن صح التعبير - تعني : هرب
كأن تقول: نفذت منه .. أي :هربت منه ... أو: تخلصت منه
فالنفاذ هو الخلوص
-------------------------------------------
أما كلمة ( نفد ) من غير النقطة - أو بحرف الدال إن صح التعبير - تعني: فني و ذهب
كأن تقول: نفد مني .. أي : انتهى مني ... أو: هرب مني
فالنفاد هو الفناء و الإنتهاء
--------------------------------------------
فغالباً يقولون:
( نفذ صبري ) و إن سألناه : ماذا تقصد؟ فتجده يقول: أقصد.. ( انتهى صبري )
عندها تكون الجملة الصحيحة ( نفد صبري ) و ليس ( نفذ صبري )
لأنه لو كانت ( نفذ صبري ) فإنك تعني ( هرب مني صبري )
-----------------------------------------
و عموماً فلقد قال الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه:
( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر
قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )
و في تفسير الآية للطبري في كتابه ( جامع البيان في تفسير القرآن ) :
( يقول عز ذُكره لنبيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: { قُلْ } يا مـحمد: { لَوْ كانَ البَحْرُ مِدَاداً } لِلقلـم الذي يُكتب به { كَلِـماتِ رَبِّـي لَنَفِدَ } ماء { البَحْرُ قَبْلَ أنْ تَنْفَدَ كَلِـماتُ رَبِّـي وَلَوْ جِئْنَا بِـمِثْلِهِ مدداً } يقول: ولو مددنا البحر بـمثل ما فـيه من الـماء مددا، من قول القائل: جئتك مددا لك، وذلك من معنى الزيادة. وقد ذُكر عن بعضهم: ولو جئنا بـمثله مددا، كأن قارىء ذلك كذلك أراد: لنفد البحر قبل أن تنفد كلـمات ربـي، ولو زدنا بـمثل ما فـيه من الـمداد الذي يكتب به مدادا )
أي : لانتهى البحر قبل أن تنتهي كلمات ربي
و في الأية الكريمة : (( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا، لا تنفذون إلا بسلطان (33) )[سورة الرحمن].
والمعنى إن استطعتم ان تخرجوا او ان تخترقوا ...
[/frame]