السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني وأخواتي صحبة الخير جميعا ...
بلاشك كلنا تأثرنا بما يحدث في الغرب من هجمة شنيعة على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ...
وكان لكل منا اسلوبه الخاص في التعامل مع الموضوع ...
فمنا من تعامل مع أزمة الرسوم بالشجب والاستنكار والمقاطعة ...
ومنا من كانت المقاطعة هي وسيلته لإدانة هذه الجريمة ...
ومنهم من رأى أن الزيارة والنقاش بالحسنى هو الأسلوب الأمثل ليدركوا خطأهم ...
لكني آثرت اليوم أن أدخل بكم منحى آخر ... وهو تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه مع من أساء إليه ...
وكذلك التوجيه القرآني في التعامل مع مثل هذه الأزمة ...
تعامل النبي مع المسيء إليه
أخرج النسائي في سننه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه(( انظروا كيف يصرف الله عني ، شتم قريش ،ولعنهم ، إنهم يشتمون مذمما ، ويلعنون مذمما ، وأنا محمد))
وفي رواية قال ((ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم))كان كفار قريش على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يدعونه (مذمم) مكان أسمه (محمد) ... ويظنون بذلك أنهم يسبونه ...
فطمأن النبي أصحابه بقوله (إنما يشتمون مذمما وأنا محمد) ... أي كأنهم يشتمون شخصا آخر غير جناب النبي الكريم ...
وبنفس المنطق نقول لكل من رسم مثل هذه الصور ... إنما ترسم شخصا آخر غير نبي الإسلام ويصرف الله سبحانه وتعالى عن نبيه السوء ...
(إنما رسمتم مذمما ولم ترسموا محمد) ...
التوجيه القرآني في التعامل مع من يسيئ للنبي صلى الله عليه وسلم
قال تعالى (( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) )) سورة الحجر
احتوت هذه الآيات الكريمات على توجيه قرآني عظيم للتعامل مع مثل هذه الأزمة ...
(إنا كفيناك المستهزئيين) ... وعد صريح من ربنا عزوجل بأن يكفي نبيه شر كل أولئك الذين يحاولون الاستهزاء به ...
(الذين يجعلون مع الله إلها آخر) ... إثبات أنهم مشركون بالله ولا تخرج هذه الأفعال من مسلم أبدا ...
(فسوف يعلمون) ... تهديد ووعيد واضح من ربنا عزوجل لكل مستهزئ بالنبي ...
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون) ... إثبات أن القلوب لابد أن تضيق وتتأثر وتحزن عند سماع مثل هذه التفاهات من أولئك القوم ...
ثم يأتي الحل الإلهي الواضح الصريح
(فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) ... الحل الإلهي الواضح يكمن في التمسك بالدين أكثر فأكثر والإكثار من السجود والصلاة ..
(واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) ... أي استمر في عبادة ربك باجتهاد حتى يأتيك الموت ...
-إخواني وأخواتي ...
من العرض السابق أعتقد أن الموضوع اتضح قليلا ... وأن التوجيه القرآني يدفعنا إلى التمسك بالدين والإلتزام به كسبيل واضح للرد على كل من يستهزئ بنبينا صلى الله عليه وسلم ...
أرجو أن أكون وفقت في نقل وجهة نظري حول هذا الموضوع وأسأل الله أن يكفي أمة الإسلام شر كل من أراد بها أو بنبيها سوءا ...
وجزاكم الله خيرا ...