[frame="1 80"]
وخير جليس في الزمان كتاب ... وأعظم كتاب كتاب الله ... ومن ثم أقوال الرسول والعلماء من بعده
والكتاب خير جليس ..وأوفى من كل الخلق ... الناس يديرون لك أظهرهم ...والكتاب يعطيك تجربة عظيمة .... من أروع الكتيبات هذا الكتيب لكريم الشاذلي ...أقتبس منه ما يلي ... وأترك لكم حرية التحميل من جوجل ...أعجبني جدا ولم أتركه حتى انتهيت ... حجمه 5ميغا ... ولم ينزل هنا بعد عدت محاولات
[/frame]
واحد وثلاثون عاما ليست بالشيء القليل..!
أحد عشر ألف يوم في الحياة، لا يمكن أن يكونوا رقما صغيرا!
مذ أبصرت عيني الحياة وأنا لا أكف عن الإنصات، والتعلم، والضحك، والمشاكسة، والركض، والتأمل..
لم أعش يوما واحدا وذهني خال من الأحلام..
تعرضت لكبوات ليست بالقليلة، راهنت على رحمة الله كثيرا، وعلى لطفه بعباده، ونصرته لعبد ألقت به الأيام في معارك متعددة، لم يخترها بمحض إرادته.
وكان دائما -جل اسمه- قريبا سمعيا مُنقذا.
كان عند ظن عبده الضعيف.. ولم يخذله قط.
لقد استضافتني مدرسة الحياة لما يقرب من أحد عشر ألف يوما، علمتني خلالها الكثير والكثير..
لكن يظل أعمق ما لقنتني إياه، وأثّر فيا تأثيرا بالغا، هو إخبارها لي –وبإلحاح- أن الحياة بطولها وعرضها، ليست أكثر من مغامرة.
إن لم نكتشف كل يوم جانبا من جوانبها الغامضة، ونفك شيئا من طلاسمها الغريبة، فلا يمكننا أبدا أن ندعي أننا عشناها كاملة صحيحة.
بدأت معاركي مع الحياة منذ أن بدأ الوعي بوجداني يكبر ويتكون، أو لنقل -إن شئنا الدقة- منذ أن عرفت قدماي طريق المكتبة، وأمسكت يدي بأول كتاب!
العلم طوى لي سنوات وسنوات، وألقى بين يدي بالأسرار والخبرات والتجارب.
حررتني القراءة من المضي في أي طريق، والرضا بأي حياة، والقبول بأي خيار..
لا زال مرأى الطفل الصغير وهو يقف أمام بائع الحلوى ليحسب ما في جيبه ويهم باتخاذ القرار المؤلم، مفاضلا بين ساعة مرح مع الأصدقاء يتخللها الذهاب إلى محل الحلوى وإنفاق "المصروف"، والصبر لأيام قليلة يتجمع فيها ما يكفي لشراء كتاب.
ويا للعجب.. فدائما ما كان الأمل ينتصر على الواقع، وينسحب الصغير بهدوء تاركا الجمع يلهو في فرح حقيقي، وفوق شفتيه ابتسامة صغيرة، بعثها طموحه الكبير بامتلاك كتاب أو قصة ما.
ويكبر الطفل وتكبر معه أحلامه، وآماله.. وآلامه.
ابن التسعة عشر ربيعا كان عندما قرر أن يسافر تاركا وطنا على اتساعه يضيق بأبسط أحلامه!
وطن منهك ذلك الذي ودّعه الشاب وهو يستقل طائرته مهاجرا..
ليبدأ معركة جديدة وقاسية، كانت هذه المرة مع الغربة..
ألوان من البشر.. مئات من الحكايات.. تجارب غريبة وقاسية وجدها في انتظاره هناك..
وبدأ في التعلم الحقيقي، وبدأت الحياة في نحت وقائعها ودروسها في وجدانه نحتا!
سقط الفتى ونهض مرات ومرات..
طوقه اليأس حتى بدا له أن لا أمل..
وجاءه الأمل معانقا حتى ظن أن لا خوف..
فاجأه الخوف فأرهب قلبه وأربكه..
دروس في فن العيش، جعلت من الشاب الصغير محترف حياة..
علمته الحياة حينذاك أن لا شيء بالمجان، فدفع ثمن تلك الدروس عن طيب خاطر، ولا يزال...
لم يشتكِ من غلاء الثمن.. ولا صعوبة الاختبار..
وتمضي الحياة، ولا زالت مساحة الجهل لدى الفتى تزداد اتساعا يوما بعد يوم..!
فمهما تعلم، لا زال هناك الكثير، الحياة لا تبوح بأسرارها جملة واحدة، وإنما تقطر تقطيرا..!!
والآن.. ها هو الفتى يجالسكم، بعدما أكمل عقده الثالث..
كل أمله أن يتشارك الأصدقاء في البوح بما تعلموه، كي يقفوا سويا ليُسرّ كل منهم لصاحبه بما رأى أو شاهد وتعلم..
مؤمنا أن لا غضاضة أن يتشارك أصدقاء الورق في البوح بأخطائهم، وكشف المستور بغية التعلم منه، والاحتراس من الوقوع فيه.
حمل قلمه وجاءكم يبث بعضا من رؤاه للحياة.
شيء تعلمه فوجده يانع الثمار، رائعا عند تجربته فكتبه..
خبر قرأه فعلق في ذهنه زمننا، فسكن فيه لبلاغته، فقرر أن يسجله لك.
خدعة انطلت عليه، فقصّها عليك كي لا يخدعك زيفها..
بعض من نظريات حياتية أو فلسفية آمن بها واعتنقها، فأحب أن يطرحها عليك، علها تجد صدى أو قبولا بوجدانك..
وعلى رصيف الحياة.. يلتقي أبناء الهم الواحد..!!