title="منتديات التربيه الاسلامية جنين - منتدى السيرة النبوية العطرة - RSS Feed" href="external.php?type=RSS2&forumids=22" /> عوامل النصر في غزوة بدر
  الرئيسية التسجيل خروج  

صفحتنا على الفيس  بوك  صفحتنا على  اليوتيوب  صفحتنا على تويتر  صفحتنا على جوجل  بلس

منتديات التربية الاسلامية جنين ترحب بزوارها الكرام ،،،، اهلا وسهلا بكم ولطفا يمنع نشر اي اعلان او دعاية تجارية هنا مع جزيل الشكر كلمة الإدارة


   
العودة   منتديات التربيه الاسلامية جنين > الأقسام المتخصصة > منتدى السيرة النبوية العطرة
التسجيل مركز التحميل الروابط الإضافية المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث
   

آخر 10 مشاركات مجالات التدوين (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )           »          الفرق بين زراعة الأسنان الفورية والتقليدية (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )           »          مشروع كوافير رجالي (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )           »          كيفية علاج التهابات سقف الحلق: الأسباب والعلاجات (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 1 - المشاهدات : 2 )           »          ورقة عمل اللام في لفظ الجلالة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - مشاركات : 16 - المشاهدات : 17 )           »          من دلالات الكلام (الكاتـب : - مشاركات : 8 - المشاهدات : 9 )           »          كيفية صناعة محتوى فعّال على فيسبوك (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )           »          تكلفة الدراسة والمعيشة في امريكا (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )           »          كيف تختاري طبيب أسنان أطفال جيد لطفلك؟ (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )           »          كتابة مقالة تتصدر نتائج البحث (الكاتـب : - مشاركات : 0 - المشاهدات : 1 )


عوامل النصر في غزوة بدر

منتدى السيرة النبوية العطرة


إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
   
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية عبد الله زيد
 
المدير العام
عبد الله زيد متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 37
تاريخ التسجيل : Sep 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,583
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
افتراضي عوامل النصر في غزوة بدر

كُتب : [ 07-26-2013 - 02:24 PM ]


بحلول ذكرى غزوة بدر الكبرى تتلاقى الأقلام والمحاضرات والدروس في أخذ العبر من هذا الحدث العظيم في تاريخ المسلمين، ولا أفوت هذه الفرصة للوقوف على بعض العوامل الرئيسة التي كانت سببا في تتويج المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون والأنصار بالنصر المكين في مثل هذا الشهر الأبرك من العام الثاني للهجرة النبوية.


العامل الأول: التوكل على الله واللجوء إليه


كان الرسول صلى الله عليه وسلم على يقين تام بموعود الله له بالنصر في هذه الغزوة فقد كان يقول : "سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم" .
وكان يقول أيضا صلى الله عليه وسلم:﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ .
وكان يبشر أصحابه بقتل صناديد المشركين ويحدد مكان قتل كل واحد منهم، كما كان يبشر المؤمنين بالنصر قبل بدء القتال "أبشر أبا بكر" .
ومع ذلك أقبل على الله بالدعاء والتضرع، فعن علي رضي الله عنه قال: "ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد وقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح" . [1]
ولما نظم صلى الله عليه وسلم صفوف جيشه، وأصدر أوامره لهم وحرضهم على القتال، رجع إلى العريش الذي بني له إلى ربه يدعوه ويناشده النصر الذي وعده ويقول في دعائه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض فما زال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك" وفي رواية ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "اللهم أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله ألححت على ربك" .
وروى ابن اسحاق: أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني" . وهذا درس رباني مهم لكل فرد في التجرد من النفس وحظها، والخلوص واللجوء لله وحده، والسجود والجثي بين يدي الله سبحانه لكي ينزل نصره.


وبعد الاستغاثة جاء المدد والغوث الرباني


فمن الله بمنن عديدة على عباده المؤمنين يوم بدر من بينها أنه أنزل عليهم النعاس والمطر، وذلك قبل أن يلتحموا مع أعدائهم، قال تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ قال القرطبي: "وَكَانَ هَذَا النُّعَاسُ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي كَانَ الْقِتَالُ مِنْ غَدِهَا، فَكَانَ النَّوْمُ عَجِيبًا مَعَ مَا كَانَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مِنَ الْأَمْرِ الْمُهِمِّ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَبَطَ جَأْشَهُمْ." "وَفِي امْتِنَانِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِالنَّوْمِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَجْهَانِ:" "أَحَدُهُمَا: أَنْ قَوَّاهُمْ بِالِاسْتِرَاحَةِ عَلَى الْقِتَالِ مِنَ الْغَدِ." "الثَّانِي: أَنْ أَمَّنَهُمْ بِزَوَالِ الرُّعْبِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، كَمَا يُقَالُ: الْأَمْنُ مُنِيمٌ، وَالْخَوْفُ مُسْهِرٌ." [2]
ومن المنن الإلهية أيضا أنه بعدما دعا صلى الله عليه وسلم ربه في العريش، واستغاث به خرج فأخذ قبضة من التراب، وحصب بها وجوه المشركين وقال: "شاهت الوجوه" فأوصل الله تعالى تلك الحصباء إلى أعين المشركين فلم يبق أحد منهم إلا ناله منها ما شغله عن حاله، ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [3]
ومن المنن الربانية الأخرى التي زادت في نشاط المؤمنين واندفاعهم في القتال علمهم وإحساسهم بإمداد الملائكة وبتقليل المشركين في أعين المسلمين وتقليل المسلمين بأعين المشركين. فقد كان صلى الله عليه وسلم قد رأى في منامه ليلة اليوم الذي التقى فيه الجيشان؛ رأى المشركين عددهم قليل، وقد قص رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرا. قال تعالى: ﴿ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [4].
وعند لقاء جيش المسلمين جيش المشركين، رأى كل منهم عدد الآخر قليلا، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [5]. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قلت إلى رجل إلى جنبي: "أتراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة، فأسرنا رجلا منهم فقلنا له: كم كنتم؟ قال: ألفا" . وقوله تعالى: ﴿ وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ﴾ حتى قال قائل من المشركين: "إنما هم أكلة جزور.."
العامل الثاني: الثقة في القيادة ومحبتها


كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه كأحدهم يشاركهم الصعاب، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَا نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ: مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " [6].
وهذا مما زاد تعلق الصحابة رضي الله عنهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم وثقتهم فيه ومحبتهم له، والنتيجة المباشرة لهذه الثقة الاستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم وإيثار أرواحهم وبذلها في سبيله.
وكان صلى الله عليه وسلم يحرض أصحابه على القتال ويحثهم عليه ويقول: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض. قال: نعم. قال: بخ بخ يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك بخ بخ؟ قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها. فاخترج تمراتٍ من قرنه فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل" [7].
وفي رواية: "ثم قذف التمرات من يده وأخذ الحجفة وقاتل القوم حتى قتل وهو يقول:" "ركضا إلى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد" "والصبر في الله على الجهاد ... وكل زاد عرضة النفاد" "غير التقى والبر والرشاد"
العامل الثالث: الشورى


ومن العوامل الرئيسة التي جعلت التفاف الصحابة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم مثاليا، ثقته بهم واحترامه لهم واعتبار آرائهم، ولقد كان ذلك جليا في غزوة بدر الكبرى، وذلك حين كان يشاور صلى الله عليه وسلم أصحابه أو يسمع لشوراهم.
فمثلا لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم نجاة القافلة وإصرار زعماء مكة على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأمر، وأبدى بعض الصحابة عدم ارتياحهم لمسألة المواجهة الحربية مع قريش، حيث إنهم لم يتوقعوها ولم يستعدوا لها، وحاولوا إقناع الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهة نظرهم وقد صور القرآن الكريم موقفهم في قوله تعالى: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5) يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (6) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8)﴾ [8]. وقد أجمع قادة المهاجرين على تأييد فكرة التقدم لملاقاة العدو، وكان للمقداد بن الأسود موقف متميز، عن عبد الله قال: "شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم و هو يدعو على المشركين فقال: إنا والله يا رسول الله لا نقول كما قال قوم موسى لموسى " ﴿ اذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون﴾ ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرق لذلك وسره ذلك.[9]
وبعد ذلك عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أشيروا علي أيها الناس" وكان إنما يقصد الأنصار، لأنهم غالبية جنده، ولأن بيعة العقبة الثانية لم تكن في ظاهرها ملزمة لهم بحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج المدينة، ولقد أدرك الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه وهو حامل لواء الأنصار، مقصد النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فنهض قائلا: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر عند الحرب صدق اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله" .


والمثال الثاني مشورة الحباب بن المنذر في بدر


بعد أن جمع صلى الله عليه وسلم معلومات دقيقة عن قوات قريش سار مسرعا ومعه أصحابه إلى بدر ليسبقوا المشركين إلى ماء بدر، وليحولوا بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عند أدنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الحباب بن المنذر، وقال "يا رسول الله أرأيت المنزل هذا أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدم أو نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟"
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة" فقال الحباب: "إن هذا ليس بالنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله، ثم نعور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا نملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون" . فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار، وهذا يصور مثلا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه حيث كان أي فرد من أفراد ذلك المجتمع يدلي برأيه حتى في أخطر القضايا.
إن هذه الحرية التي ربى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه مكنت مجتمعهم من الاستفادة من جميع عقول أهل الرأي السديد والمنطق الرشيد.


المثال الثالث بناء عريش القيادة


وبعد نزول النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه على أدنى ماء بدر من المشركين، اقترح سعد بن معاذ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بناء عريش له يكون مقرا للقيادة ويأمن فيه من العدو، وكان مما قاله سعد في اقتراحه: "يا نبي الله ألا نبني لك عريشا تكون فيه ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا وإن كان الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبا لك منهم ولو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك" فأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير، ثم بنى المسلمون العريش لرسول الله صلى الله عليه على تل مشرف على ساحة القتال، وكان معه فيه أبو بكر رضي الله عنه، وكانت ثلة من شباب الأنصار بقيادة سعد بن معاذ يحرسون عريش رسول الله صلى الله عليه وسلم.


العامل الرابع: التنظيم والتخطيط


عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يترك شيئا للمصادفات، وإنما يتخذ جميع الأسباب والوسائل لينال بغيته ويحقق مراده فحين قرر صلى الله عليه وسلم اعتراض قافلة قريش أخذ يجمع المعلومات عن القافلة، فالمعلومات هي السلاح الأقوى في جميع الحروب، فأرسل بسبس بن عمرو لهذا الغرض.
وبعد أن قرر الخروج إلى بدر كلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أم مكتوم بالصلاة بالناس في المدينة، ثم أعاد أبا لبابة من الروحاء إلى المدينة وعينه أميرا عليها.
وبعد نجاة قافلة قريش، وحين رأى طاعة الصحابة وشجاعتهم واجتماعهم على القتال، نظم النبي صلى الله عليه وسلم جنده وعقد اللواء الأبيض وسلَّمه إلى مصعب بن عمير، وأعطى رايتين سوداوين إلى سعد بن معاذ، وعلي بن أبي طالب، وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة. وقام صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر يستكشف أحوال جيش المشركين، وبينما هما يتجولان في تلك المنطقة لقيا شيخا من العرب، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جيش قريش، وعن محمد وأصحابه، وما بلغه صلى الله عليه وسلم من أخبارهم: قال الشيخ لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أخبرتنا أخبرناك» فقال: أو ذاك بذاك؟ قال: «نعم»، فقال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي به جيش المسلمين، وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني فهم اليوم بمكان كذا وكذا، للمكان الذي فيه جيش المشركين فعلاً، ثم قال الشيخ: لقد أخبرتكما عما أردتما، فأخبراني ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن من ماء»، ثم انصرف النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن الشيخ، وبقي هذا الشيخ يقول: ما من ماء؟ أمن ماء العراق؟
وفي مساء ذلك اليوم الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، أرسل عليه الصلاة والسلام علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يتسقطون له الأخبار عن جيش قريش، فوجدوا غلامين يستقيان لجيش المشركين فأتوا بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما: «أخبراني عن جيش قريش» فقالا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كم القوم؟» قالا: كثير، قال: «ما عدتهم؟» قالا: لا ندري، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كم ينحرون كل يوم؟» قالا: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، ثم قال لهما: فمن فيهم من أشراف قريش؟ فذكرا عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا جهل وأمية بن خلف في آخرين من صناديد قريش، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه قائلا: "هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها" .
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم حرصه على معرفة جيش العدو والوقوف على أهدافه ومقاصده؛ ولأن ذلك يعينه على رسم الخطط الحربية المناسبة لمجابهته وصد عدوانه، فقد كانت أساليبه في غزوة بدر في جمع المعلومات تارة بنفسه وأخرى بغيره، وكان صلى الله عليه وسلم يطبق مبدأ الكتمان في حروبه، فقد أرشد القرآن الكريم المسلمين إلى أهمية هذا المبدأ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [10].
وقد تحلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة الكتمان في عامة غزواته، فعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال: "ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها..." . وفي غزوة بدر ظهر هذا الخلق الكريم في الآتي:
1- سؤاله صلى الله عليه وسلم الشيخ الذي لقيه في بدر عن محمد وجيشه، وعن قريش وجيشها.
2- تورية الرسول صلى الله عليه وسلم في إجابته عن سؤال الشيخ ممن أنتما؟ بقوله صلى الله عليه وسلم: «نحن من ماء» وهو جواب يقتضيه المقام، فقد أراد به صلى الله عليه وسلم كتمان أخبار جيش المسلمين عن قريش.
3- وفي انصرافه فور استجوابه كتمانٌ أيضًا، وهو دليل على ما يتمتع به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحكمة، فلو أنه أجاب هذا الشيخ ثم وقف عنده لكان هذا سببًا في طلب الشيخ بيان المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم: «من ماء».
4- أمره صلى الله عليه وسلم بقطع الأجراس من الإبل يوم بدر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالأجراس أن تقطع من أعناق الإبل يوم بدر.
5- كتمانه صلى الله عليه وسلم خبر الجهة التي يقصدها عندما أراد الخروج إلى بدر، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إن لنا طلبةً فمن كان ظهره حاضرًا فليركب معنا" .


خطة الرسول صلى الله عليه وسلم في المعركة:


ابتكر الرسول صلى الله عليه وسلم في قتاله مع المشركين يوم بدر أسلوبًا جديدًا في مقاتلة أعداء الله تعالى، لم يكن معروفًا من قبل حتى قاتل صلى الله عليه وسلم بنظام الصفوف، وهذا الأسلوب أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ [11].
وصفة هذا الأسلوب: أن يكون المقاتلون على هيئة صفوف الصلاة، وتقل هذه الصفوف أو تكثر تبعًا لقلة المقاتلين أو كثرتهم. وتكون الصفوف الأولى من أصحاب الرماح لصد هجمات الفرسان، وتكون الصفوف التي خلفها من أصحاب النبال، لتسديدها من المهاجمين على الأعداء.
وقد اتبع صلى الله عليه وسلم أسلوب الدفاع ولم يهاجم قوة قريش، ومارس صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر أسلوب القيادة التوجيهية، فقد تجلى في أمور، منها:
1- الأمر الأول: أمره صلى الله عليه وسلم الصحابة برمي الأعداء إذا اقتربوا منهم؛ لأن الرمي يكون أقرب إلى الإصابة في هذه الحالة "إن دنا القوم منكم فانضحوهم بالنبل" .
2- الأمر الثاني: نهيه صلى الله عليه وسلم عن سل السيوف إلى أن تتداخل الصفوف "ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم" .
3- الأمر الثالث: أمره صلى الله عليه وسلم الصحابة بالاقتصاد في الرمي "واسْتَبْقُوا نَبْلَكم" .


فرصة الاستفادة من الظروف الطبيعية أثناء قتال الأعداء:


ولم يهمل صلى الله عليه وسلم فرصة الاستفادة من الظروف الطبيعية أثناء قتال العدو، فقد كان يستفيد من كل الظروف في ميدان المعركة لمصلحة جيشه، ومن الأمثلة على ذلك ما فعله صلى الله عليه وسلم قبل بدء القتال يوم بدر، يقول المقريزي: "وأصبح صلى الله عليه وسلم ببدر قبل أن تنزل قريش، فطلعت الشمس وهو يصفهم فاستقبل المغرب وجعل الشمس خلفه فاستقبلوا الشمس" .
وهذا التصرف يدل على حسن تدبيره صلى الله عليه وسلم، واستفادته حتى من الظروف الطبيعية لما يحقق المصلحة لجيشه، وإنما فعل ذلك لأن الشمس إذا كانت في وجه المقاتل تسبب له عَشا البصر فتقل مقاومته ومجابهته لعدوه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

[1]قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح[2]تفسير القرطبي ج7 ص372[3]سورة الأنفال الآية 17.[4]سورة الأنفال الآية 43[5]سورة الأنفال الآية 44[6]رواه أحمد[7]رواه مسلم[8]سورة الأنفال[9]رواه البخاري[10][النساء: 83][11][الصف: 4]



منقول للفائدة


توقيع :

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
مشرف
رقم العضوية : 442
تاريخ التسجيل : Jun 2012
مكان الإقامة : فلسطين/ غزة
عدد المشاركات : 3,147
عدد النقاط : 10

صراخ الصمت غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 07-26-2013 - 06:12 PM ]


بارك الله فيك على موضوعك الطيب


رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 3 )
عضو ذهبي
رقم العضوية : 550
تاريخ التسجيل : Sep 2012
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,645
عدد النقاط : 10

فاطمة قبها غير متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 07-26-2013 - 11:48 PM ]


ما شاء الله شرح جميل ومفيد حدا
جزاك الله خير الجزاء وأثابك جنة عرضها السموات والأرض

رد مع اقتباس
 
 رقم المشاركة : ( 4 )
المدير العام
رقم العضوية : 37
تاريخ التسجيل : Sep 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 3,583
عدد النقاط : 10

عبد الله زيد متواجد حالياً

افتراضي

كُتب : [ 07-28-2013 - 01:48 PM ]


[frame="4 80"]
ست صراخ بارك الله فيك على المرور

ست فاطمة تقبل الله دعاءك مع الشكر الجزيل

اكرمكم الله جميعا في هذا الشهر الكريم
[/frame]

رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدليلية (Tags)
النصر, غزوة, عوامل
   


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




Loading...

   
   

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات التربية الاسلامية جنين