بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله-صلَّ الله عليه وسلم-
لا شك أن سرعة الفم الإنساني في التلاوة ممكن أن تتغير
من بطئ إلى أسرع إلى أسرع
فالذي تضبطه الأذن البشرية من هذه السرعات الكثيرة جداً
ثلاثة أنواع فقط
،تستطيع الأذن البشرية أن تضبطها تماماً .أي تدركها
وهي:
1-السرعة في التلاوة
2-البطئ في التلاوة
3-التوسط بين البطئ وبين السرعة في التلاوة
نوضح بمثال:
تماماً كما أن العين البشرية تدرك مثلاً اللون الأحمر ،والأن يقولون في الكمبيوتر ممكن إخراج عشرة ألاف لون كلها اسمها اللون الأحمر ،وتختلف عن بعضها بدرجات ضئيلة جداً.
لكن العين البشرية تدرك منها ثلاث درجات
أحــمـر-أحمـر فاتح-أحمر غامق
فكذلك الأذن البشرية .
فسرعات القرءاة لا تنتهي ،فلو أتينا بألات دقيقة فالسرعات كثيرة جداً
لكن الذي تدركه الأذن من هذه السرعات ثلاثة:
بطيئه-سريعة-متوسطة
-فأطلق العلماء على سرعة القرءاة البطيئة اسم(التحقيق)
أي الهدوء والتؤدة في إخراج الحروف
-وأطلقوا على السرعة الكبيرة للقرءاة اسم(الحدر)
حدر فلان بمعنى أسرع
-وأطلقوا على عدم السرعة ،وعدم البطئ اسم(التدوير)
فمراتب سرعات القرءاة ثلاثة:
1-التحقيق
2-التدوير
3-الحدر
--
تنبيهان
التنبيه الأول
:يخشى لمن يقرأ بالتحقيق أن يقع في خطأ وهو ما يسمى بـ(مط الحرف)
أي أن يزيد في الحركات عن زمنها الذي تستحقه حتى يتولد من ذلك حروف مد
فكما نعلم أن اللغة العربيه عندنا ثلاث حركات :الفتحة والضمة والكسرة
الفتحة
إذا زاد في زمنها يتولد منها
الألف
والضمة
إن زاد في زمنها يتولد منها
الواو
والكسرة
إذا زاد في زمنها يتولد منها
الياء
فلينتبه من يقرأ بالتحقيق من مراعاة عدم الغلو في مطها
وكما قيل:التحقيق في التحقيق هو أن لا تبالغ في التحقيق
التنبيه الثاني
:لمن يقرأ الحدر
فيخشى فيه من ما يمسى بـ(دمج الحروف)
بأن يسقط حرفاً ويتخلسه أثناء قرائته .
إذن الذي يقرأ بسرعة في القرءان الكريم لا بأس بذلك بشرط أن تسلم
القراءة من شئ اسمه الدمج .
---
سؤال:
هل الثلاثة من الترتيل أم أن الترتيل لبعض هذه الأقسام دون بعض؟
الجواب:الله عزوجل قال(ورتلِ القرءان ترتيلاً)
وَرَتل :فعل أمر ،فنحن مأمورون بترتيل القرءان ،والترتيل مأخوذ من قول العرب(ثغرٌ مرتل)
الثغر:أي الفم،تقول العرب ذلك على الفم إذا كانت أسنانه مصفوفة إلى جنب بعضها سناً سناً
ليس هناك سن يركب على سن أو يخفي خلفه جزء من الأخر ،بل كل سن على حده
وكانت العرب تعتبر ذلك ميزة في الفم ،يقولون(ثغر مرتل)
وأيضاً يُقال للطلاب:قفوا رَتْلاً أُحادياً أو ثنائياً
فرتل:هو أن يقف الطالب خلف الطالب ،كل واحد منتظم إلى جنب إخوانه
فقوله تعالى(ورتل القرءان):قيل في معناها:انبذ القرءان حرفاً حرفاً
تنبذ:يعني أخرجه حرفاً حرفاً ،يمعنى لو بحث القارئ في (بسم الله الرحمن الرحيم)
عن الباء ..يسمعها ،عن السين ..يسمعها وهكذا..
إذن ترتيل القرءان هو بيان حروفه ،ونحن مأمورون ببيان حروف القرءان ،سواء:
أسرعنا في التلاوة..أي حدرنا
أو دورنا في القرءاة ...أي توسطنا
أو حققنا في التلاوة ...أي بطئنا
فكلمة الترتيل كلمة تَعُم سرعات القرءاة الثلاثة .
فمن حقق التلاوة لابد له أن يُرتل ،ومن دوَّر القرءاة فلابد له أن يُرتل،ومن حدر التلاوة فلابد أن يُرتل
فالترتيل هو إخراج كل حرف على حده .
منقول للفائدة
اختكم ام محمد