بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي القراء الاعزاء مما يلفت الانتباه أن كلمات القرآن ذات دلالات اعجازية
والملكة العربية ليس لها نظير
فأنت تعبر عن لفظة العين بالعين الحقيقية ... وقد نقصد عين الماء ... ولربما الجاسوس والراصد
وهكذا
ولو تأملنا القرآن الكريم ولفظة " وراء " ومشتقاتها ...نجد عجبا
كلمة { وَرَاءَ } جاءتْ في القرآن على أربعة معَانٍ : أمام ، خلف ، بعد ، غير . وهذا مما يُميِّز العربية عن غيرها من اللغات ، والملَكة العربية قادرة على أن تُميّز المعنى المناسب للسياق
انتبه للقرآن.......................
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) الكهف
وكلمة { وَرَآءَهُم } هنا بمعنى أمامهم؛ لأن هذا الظالم كان يترصَّد للسفن التي تمر عليه ، فما وجدها صالحة غصبها ، فهو في الحقيقة أمامهم ، على حَدِّ قوله تعالى : { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ ويسقى مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } [ إبراهيم : 16 ] وهل جهنم وراءه أم أمامه؟
وتأتي بمعنى آخر..............
وتستعمل وراء بمعنى : بَعْد ، كما في قوله تعالى : { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } [ هود : 71 ]
وتأتي كذلك....بمعنى ثالث
وتأتي وراء بمعنى : غير . كما في قوله تعالى في صفات المؤمنين : { والذين هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ على أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابتغى وَرَآءَ ذلك فأولئك هُمُ العادون } [ المؤمنون : 5-7 ]
وفي قوله تعالى : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ . . } [ النساء : 23 ] إلى . . { وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذلكم . . } [ النساء : 24 ]
وأخيرا
قد تستعمل وراء بمعنى خلف ، كما في قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الذين أُوتُواْ الكتاب لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ . . } [ آل عمران : 187 ]
إذن : كلمة { وَرَاءَ } جاءتْ في القرآن على أربعة معَانٍ : أمام ، خلف ، بعد ، غير . وهذا مما يُميِّز العربية عن غيرها من اللغات ، والملَكة العربية قادرة على أن تُميّز المعنى المناسب للسياق
ان وجدت ثمة فائدة فلا تحرم أخاك الدعاء
العرض العادي
