[frame="2 80"]
إِنِّي ظَنَنْت أَنِّي مُلَاق حِسَابِيَه!!
فَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
نَفَض عَن نَّفْسِه وَسَاوِس الْسُّوْء مُسْتَعِيْذَا بِه مِن الْشَّيْطَان الْرَّجِيْم؛ كَي يَنْصَرِف عَنْه!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
لَم يَسْمَح أَن يُعْرَض نَفْسِه لِمَوَاطِن الْفِتَن، وَصَار أُبْعِد مَا يَكُوْن عَنْهَا ابْتِغَاء وَجْه رَبِّه!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
خَالَف هَوَى نَفْسِه مُحْتَسِبَا مَرْضَاة رَبِّه!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
قِطَع عَلَى الْشَّيْطَان خُطُوَات اسْتِدْرَاجِه مَخَافَة رَبِّه!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
بِر وَالِدَيْه . . وَوَصَل رَحِمَه . . وَأَحْسَن لِقَرَابَتِه وَجِيْرَانُه، وَقُدِّم مِن الْعَمَل الْصَّالِح؛ مَا يَرْجُو بِه رِضْوَان رَبِّه!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
رَافَق الْصَّالِحِيْن، وَابْتَعَد عَن صُحْبَة الْأَشْرَار الْفَاسِدِين؛ بُغْيَة أَن يُبَاعِد الْلَّه بَيْنَه وَبَيْن دَرْبَهُم إِلَى يَوْم الْدِّيِن!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
حَافِظ عَلَى وَقُوْدَه الْيَوْمِي مِن الْزَّاد الْإِيْمَانِي، كَالْذِّكْر وَقِرَاءَة الْقُرْآَن، وَمَا تَيَسَّر مِن حِلَق الْعِلْم الَّتِي تُقَرِّبُه مِن الْلَّه!!
وَمَن ظَن أَنَّه مُلَاق حِسَابِه بَيْن يَدَي الْلَّه غَدَا . .
كَان لَه خَلْوَة مَع رَبِّه . . يَشْكُو لَه فِيْهَا هُمُوْمُه . . يَمْسَح عَن نَّفْسِه الْأَسَى بِقُرْبِه . . يُحْدّث بِهَا أُلْفَة بَيْنَه وَبَيْن رَبِّه . . عَسَى أَلَّا يُعَذِّبْه بَعْدَهَا أَبَدا بِإِذْن الْلَّه!!
وَيَكْفِيْك أَن تَتَذَكَّر تِلْك الْأَجْوَاء الْرَّائِعَة؛ حِيْن تَرَدُّد هَذِه الْإِجَابَة فِي نَفْسِك؛ لِتَنْفُض عَنْهُا وَسَاوِس الْسُّوْء، أَن قَائِلُهَا قَد سَبَق ذَلِك الْقَوْل بِإِعْلان فَوْزَه الْسَّاحِق وَهُو عَلَى رُؤُوْس الْخَلَائِق، وَالْسَّعَادَة تَغْمُر قَلْبَه قَائِلا : (هَا أَؤُم اقْرَأ كِتَابِيَه) !!
ثُم لَم يَتْرُك لِلْحَيْرَة مَجَالَا لِمَعْرِفَة الْسَّبَب وَرَاء ذَلِك الْفَوْز، فَقَال :
إِنِّي ظَنَنْت أَنِّي مُلَاق حِسَابِيَه!!
فَجَاء الْتَّعْقِيْب بِالْوَعْد مَن الْلَّه الْكَرِيْم وَاصِفَا حُسْن مَآَلُه بِقَوْلِه :
(فَهُو فِي عِيْشَة رَاضِى . . فِي جَنَّة عَالِيَة . . قُطُوْفُهَا دَانِيَة . . كُلُوْا وَاشْرَبُوْا هَنِيِئَا بِمَا أَسْلَفْتُم فِي الْأَيَّام الْخَالِيَة)!! الْحَاقَّة
فلَّنُحْرّق كُل مَسَاعِي الْشَّيْطَان لْإِيقَاعِنا فِي الْمَعَاصِي بِّتُذَكِّرُنَا لِهَذِه الْآَيَة ، وَلْنَقْطَع بِهَا عَلَيْه كُل خَطَوَاتِه لِاسْتِدْرَاجِنا إِلَيْهَا، وَلِيُوَاجِه كُل مِنَّا أَي مُغْرِيَات مُهِمَّا بَلَغ حَجْم فِتْنَتِهَا عَلَى ظَهْر هَذِه الْحَيَاة بِقَوْلِه . .
إِنِّي ظَنَنْت أَنِّي مُلَاق حِسَابِيَه !!
حَيَّيْنَهَا فَقَط سَتَهُون عَلَيْه الْشَّهْوَة آمِلَا فِي الْحُصُوْل عَلَى نَفْس الُبَهْحّة . . وَهَذَا هُو الْمُفْتَاح الْسَّرِي لَا نْتِزَاع الْنَّفْس مِن سَكْرَة الْغَفْلَة!!
منقول
[/frame]