( أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
الملك22
.....ان الناظر في هذه الآية الكريمة والتي لا يتجاوز عدد كلماتها الشيئ القليل ليجد أنها تضم في ثناياها معاني كثيرة ومدلولات كبيرة لها علاقة رئيسية في اعداد المعلم وقيامه بواجبه على أتم وجه ... كيف لا وهي ترسم الطريق له بلا عوج ولا عثرات ...فكلمة أَهْدَى هو سؤال لكن هل ألأمر هنا بحاجة الى جواب ؟؟؟ أنما هو سؤال التقرير والايجاب !!! ويتوارى السؤال والجواب ليتراءى للقلب هذا المشهد الحي لجماعة يمشون على وجوههم ,أويتعثرون وينكبون على وجوههم لا هدف لهم ولا طريق وفي نفس السياق تعكس ألأية مشهد لجماعة أخرى تسير مرتفعة الهامات , مستقيمة الخطوات, في طريق مستقيم , لهدف مرسوم .
وهكذا حال المعلم في مسيرته ألتعليمية ,فأذا كان المعلم قد أعد لدرسه بما هو مطلوب وبما يملي عليه ضميره بكل روح ومسؤولية فأن حاله كحال السعيد المجدود المهتدي الى الطريق المنتهية الى بر الأمان , لكن اذا لم يكن المعلم قد أعد نفسه ألأعداد المطلوب فأن حاله تكون كتلك ألتي ذكرتها ألآية حالة بائسة تعاني المشقة والعسر والتعثر ,ولا تنتهي الى هدى ولا خير ولا وصول ! واذا لم يغير هذا المعلم مساره وطريقته فسيبقى في تعثر وعناء وضلال ولن ترحمه الأجيال تلو ألأجيال .
لذلك احرص أستاذي الكريم تجديد اعداد نفسك من جديد فهو لزاما علينا ان نلتفت الى عملية التعليم بشكل عام ووالى اعداد انفسنا كمعلمين ومربي أجيال يشكل خاص والى اعادة النظرفي كل من الأمور المتعلقة بأدائنا داخل الصف وخارجه لنكون قادرين على رسم الخطط الناجحة لجعل مهنة التعليم أداة تسهم في التطور والنماء وفي تخريج أجيال تحمل هموم ألأمة في حسن ايصالها الى سائر الأمم .
فمهنة التعليم ان كانت عند البعض مهنة شاقة الا انها في الوقت نفسه سارة مبهجة ,لذيذة ممتعة,ويعجب البعض لاجتماع النقيضين لكن يزول هذا العجب حين تتوفر لك استاذي الكريم الرغبة الضمنية في التعليم أو حين تحب ممارستها , لكن سعادتك الكبرى تتجلى لديك من حيث الشعور باللذة والراحة والسعادة عندما يكون لك الفضل الأكبر في تقديم نخبة صالحة للوطن .
اساتذتي الكرام :لقد أطلت عليكم..لكن اعذروني فربما هذه الكلمات تلقى آذان صاغية تفيدنا في الدارين (الدنيا والآخرة) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم : محمد قبها.