ان الكمال صفة قد تفرد الله بهاعن باقي مخلوقاته فليس كمثله شيء...والانسان مهما بلغ من درجات العلى والتطور فأنه لا يصل الى مرحلة الكمال الأسمى ...يولد الانسان ويغادر الدنيا وهو يتعلم لا يحيط بمكونات الشيء فما بالك بالأشياء كلها , فالتدريس المطلوب يكون من خلال وجودعلاقة انسانية يغلب عليها الحب والتسامح والحرية من خلال مسرح انساني تلعب فيه العلاقات الشخصية بين المعلم والطالب دورا مؤثرا وفاعلا لتوليد الدافعية والتعلم ...ولكن وفي بعض الأحيان يجد المعلم نفسه امام احدى او جملة من المشاكل السلوكية يحتاج الى طرق لعلاجها .
فالمعالجة الفورية للسلوك غير المقبول من الامور الهامة بغرض تجنب استمراره وانتشاره , وليس الغرض هنا التقليل من شأن المدرس في حل المشاكل الصفية وانما وجوب النظر الى الحلول الملائمة للموقف او المشكلة ,عاملين قدر المستطاع على جعل الأشياء التي تعطل سير الحصة في أدنى حدودها بما لا يؤثر سلبا على نتاج الطالب , ومن هذه المخالفات السلوكية سلوكيات تافهة لا قيمة لها يجب تجاوزها وتجاهلها مثل عدم الانتباه لفترات قصيرة والتحدث الهاديء مع الزملاء والغفلة وشرود الذهن.
وهناك مخالفات بسيطة لا بد للمعلم فيها من توجيه السلوك والتنبيه على احترام القوانين الصفية مثل جهر الطلبة بالاجابة بشكل عشوائي ومغادرتهم للمقاعد دون اذن وأداء عمل ليس له علاقة بالدرس وتناول العلكة كما هو دارج على الأغلب عند الطالبات والقاء نفايات داخل الصف أو التحدث اثناء القيام بالنشاط الصفي بصوت عال او محاولة الغش في الاختبارات .
وهناك مشاكل سلوكية حادة يواجهها المعلم في واقع حياته داخل الصف وخاصة في المرحلة الثانوية مثل ارتفاع صوت الطالب على صوت المعلم ,الجدال,الغمز واللمز,الحديث الوقح من وراء ظهر المعلم,الشجار داخل غرفة الصف وما يعقبه من قلب للمقاعد وغيرها واستخدام ألفاظ بذيئة والكثير الكثير , فمن هنا ولكي يتخطى المعلم هذه السلوكيات لا بد ان يراعي الأمور التالية :
1- عدم المبالغة في رد الفعل .
2- تجنب الجدال مع الطالب .
وهنا أستعرض بعض الحلول المقترحة ...
1- ابلاغ الطالب ان سلوكه غير مقبول .
2-أن يشير المعلم للطالب باحترام الأخرين وأن يكون مؤدبا .
3- اذا استمر سلوك الطالب وأصبح مزعجا لبقية الطلبة فعندئذ يمكن للمعلم أن يرسله الى مكتب المدير ولا يسمح له بدخول الصف حتى يوافق الطالب على التصرف السليم وبشكل مناسب .
وهناك سلوك سيء في غاية الخطورة وهو أن يتحدى الطالب معلمه أو يتخاصم معه فأذا ما وقع هذا السلوك السيء فأنه يشكل تهديدا للمعلم وخاصة اذا وقع أمام الطلاب الأخرين ,كما أن هذا السلوك العدواني قد يستمر ويتفاقم اذا سمح للطالب القيام به دون مسائلة أو عقاب ومن المحتمل أن يفتح الباب أمام الطلاب الأخرين القيام بنفس السلوك ...ومن هنا مطلوب من المعلم أن ينزع فتيل المشكلة من خلال جعلها مشكلة خاصة ومعالجتها بشكل فردي مع الطالب ان أمكن مع مراعاة الاصغاء الى وجهة نظر الطالب والا كان المدير مع ولي أمر الطالب والمرشد الملاذ الأخير في تجاوز هذا السلوك .
اخواني المعلمون : وضعت بين أياديكم بعض السلوكيات التي قد نواجهها مع طلبتنا وفعلا الكثير منا يواجهها ووضعت لكم بعض الحلول المقترحة لها عسى أن تنال اعجابكم ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
زميلكم :محمد قبها .