بسم الله والحمد لله ومصليا على رسول الله
كلمة ( أخ ) تُجمع على إخْوة وإخْوان . .
وإخوة : تدلّ على أُخوّة النسب ، كما في قوله تعالى : { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ . . } [ يوسف : 58 ]
وتدل أيضاً على أخوة الخير والورع والتقوى ، كما في قوله تعالى : { إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ . . } [ الحجرات : 10 ]
ومنها قوله تعالى عن السيدة مريم : { ياأخت هَارُونَ . . } [ مريم : 28 ]
والمقصود : هارون أخو موسى عليهما السلام وبينهما زمن طويل يقارب أحد عشر جيلاً ، ومع ذلك سماهما القرآن إخوة أي أخوّة الورع والتقوى .
أما : إخوان : فتدل على أن قوماً اجتمعوا على مبدأ واحد ، خيراً كان أو شراً ، فتدلّ على الاجتماع في الخير ، كما في قوله تعالى : { واذكروا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً } [ آل عمران : 103 ]
وقد تدل على الاجتماع في الشر ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ المبذرين كانوا إِخْوَانَ الشياطين } [ الإسراء : 27 ]
فكأن المبذرين اجتمعوا مع الشياطين في هوية واحدة ، ووُدٍّ واحد ، وانتظمتهما صفات واحدة من الشر .
إذن : كلمة ( إخْوَة ) تدل على أُخُوّة النسب ، وقد تتسامى لتدل على أُخوّة الإيمان التي تنهار أمام قوتها كل الأواصر
والله أعلى وأعلم