[frame="1 80"]
نهنأ الجميع بحلول هذا الضيف العزيز علينا ثم بعد ذلك ...اسمع أسمعك الله الخير
الليلة أول ليلة فى شهر رمضان فهل تنبهت ؟! هل تشتاق لهذه الليلة ؟! لو علمت الخير الكثير فى هذه الليلة لحرصت على إحيائها بالقيام وقراءه القرآن وذكر الله عز وجل ؟ تعالوا نرى ما فى هذه الليلة من هدايا وعطايا :
صح في الحديث قال صلى الله عليه وسلم : (إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)
وبعد الإطلاع على الحديث السابق يحق لقلبك أن يمتلئ فرحاً ويطير طرباً لأنه وجد ضالته في حديث يحوي هدايا عديدة مجموعة في جعبة واحدة
صفدت الشياطين ومردة الجن
والتصفيد في اللغة : هو شد الأصفاد وهي القيود والأغلال في أيدي المسجونين وأرجلهم لذا جاء في رواية مسلم : (وسلسلت الشياطين) وهي التي كانت تسرح عليك طوال العام تؤذيك وتغويك ، فأعانك الله عليها اليوم فقهر مردتها وسلسل سادتها ليخمد في الصدر وسواسها و يخنس في القلب إغواؤها ، فمن كان اليوم أسير شهوة ملكته منذ سنين ، أو أدمن أكل الرشوة والربا وأموال اليتامى والمساكين ، و أيما امرأة كشفت زينتها وأبدت مفاتنها للناظرين .
الى من ينتظرون رمضان ....
إلى كل هؤلاء نقول أبشروا فعين الله تصنعكم والأبالسة في أصفادها ترمقكم ، ونفوسكم إلى الخير وثابة ، وعن الشر هيابة ، ولم يبق إلا أن تعالجوا خطرات نفوسكم ووساوس قلوبكم ، فمن أصر منكم على ذنبه بعد اليوم ، فإنما هو انحراف داخلي لا ينتظر شيطانا يغويه حتى يكون هو المبادر إلى الشر ليقع فيه.
يقول القرطبي رحمه الله : (فإن قيل : كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان ، فلو صفدت الشياطين ما وقع ذلك ؟
فالجواب : أنها إنما تغل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه ، أو أن المراد أن المصفد هم بعض الشياطين وهم المردة لا كل الشياطين ، أو المقصود هو تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس ، فإن وقوعها فيه أقل من غيره لذلك لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية
المقاطعة!ولئن صفد الله شياطين الجن ، فإن شياطين الإنس يتكاثرون في رمضان وينشطون فيه دون غيره !! حتى إنهم ليقومون بدور إبليس على أكمل وجه ويحتلون مكانه ويملئون الفراغ الذي تركه ، ويستعيرون صوته البغيض ويهتفون به في أذن كل مؤمن أول الشهر أمامك شهر طويل فارقد
ونظرة واحدة إلى أكثر ما يعرض في الفضائيات في هذا الشهر تبرهن لك على ذلك ففي رمضان يكثر الرقص والتثني ويزداد العري والتغني ، ويتآخون مع الشياطين ، ويلتمسون التوفيق من الأبالسة ، والنجاة من الهالكين ، والرضا من المغضوب عليهم والهداية من الضالين ، ونظرة الوصال من أهل النار.
وفي الوقت الذي نطالب فيه الأمة بالنهوض وملاحقة العصر وزيادة الإنتاج ونبذ السلبية تسير هذه الفئة في الاتجاه المعاكس ، وتصر على المضي قدماً في جريمة قتل متعمدة تستهدف أخلاق الأمة بالتسيب ، وصلابتها بالتميع ، ورجولتها بالتأنيث ، وحصانتها بالانهيار ، وما نشر هذا الفن المزعوم في هذا الوقت المبارك من العام إلا نشر نعي أمة يراد لها أن تلبس الكفن.. بعدما رماها أعداؤها بالوهن ، ولما كان هذا الوباء مستفحلا وقل أن يسلم منه أحد في رمضان وفي غير رمضان كان على طالب النجاة اليوم أن يعلن في صراحة وحزم : حملة المقاطعة
وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب
لأن نوازع الشر مدبرة ، ورسل الشهوات مطرودة ، وتجارة الشيطان بائرة ، وهو يوسوس اليوم ولا يجد من يصغي إليه ، ويغوي ليجد الرد صداه في الأرجاء ، فلو كشف عنك الحجاب اليوم فاطلعت على أبواب النار لوجدت حولها صحراء شاسعة لا يقف عندها أحد ، و لوجدت الزحام كله عند أبواب الجنة الثمانية
وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب
ها هي الجنة تزينت للناظرين فتحت أبوابها ففاح عبيرها وحان قطافها دعت كل طائع وكل عاص بل وكل فاجر وباغ لسان الحال : أقبل وإن تتابعت الذنوب أسرع وإن أثقلت الخطايا بادر وإن أرهقت الشهوات ، انهض وإن غلبت الملذات ابذل فالبخيل اليوم من بخل على نفسه بالجنة
أبواب التوبة مفتوحة كي تقبلك أسباب المغفرة ميسرة كي يغفر لك وإذا كان العام كله جزراً فهذا أوان المد بل ما سمي رمضان بهذا الاسم إلا لأن الذنوب تمرض فيه أي تحترق ، و والله ما فتح الله لك أبواب الجنة وهو يريد أن يحرمك منها ، وما أغلق أبواب النار دونك وهو يريد أن يعذبك فيها ، وما صفد الشياطين إلا لتقبل عليه فانظر إليه كيف يعاملك وكيف تعامله !! كيف يطلبك وأنت تهرب منه !! كيف يدعوك إلى نجاتك وتتواني
أخي ! لو علمت بتزين الجنة اليوم لقدومك ، ولو اطلعت على مقعدك هناك في الفردوس الأعلى ، ولو سمعت الملائكة ينادونك : أهلاً وسهلاً والحور تغنيك من قصائد الحب وأغاني الشوق ما هو أغلى ، إذن لمت من شدة الفرح ولكنك أصم
أخي ! ليس أحد مهما تكن حاله إلا وبينه وبين رمضان اليوم صلات وعلاقات ، فالطائع يزداد قرباً ، والعاصي يرتاح قلباً ، والغافل من ذنبه يصحو ، والظالم نار ظلمه تخبو ، وقد يسبق العصاة الطائعين إذا تابوا وصدقوا ، لأن الصدق اليوم يدرك السبق بل قد يسبقه
أخي ! أجب منادي الإيمان يناديك من على جبل رمضان لتسمع الصدى في وادي الرضوان : يا طويل الغياب ! أين شوق اللقاء ؟! يا رفيق الشقاء ! حان وقت الهناء الغنيمة الغنيمة في هذه الأيام الكريمة ، فما عنها عوض ولا لها قيمة ، من لم يربح الآن فمتى ؟! ومن لم ينل الرضا ساعة رضا مولاه فأنى له الفلاح ؟
بعد هذا كله ألم تشتاق لأول ليلة فى رمضان ؟؟ كيف تنام أو تلهو وأنت تعلم أن أبواب الجنه مفتحة وأبواب النار مغلقة فأخى أختى هيا إلى العمل ولنجعل من هذه الليلة بداية عودة إلى الله عز وجل و اتصال به عز وجل وأنس به وبطاعته وذكره سبحانه وتعالى
اللهم سلمنا لرمضان ...وتسلمه منا مقبولا يا رب العالمين
[/frame]