[frame="7 80"] فـي الـحديث: إِن اﷲ تعالى يعطي علـى الرﱢفْق ما ﻻ يُعطي علـى العنف؛ و آ نﱡ ما فـي الرفق من الـخير ففـي العنف من الشر مثله وإذا عرفنا ان الرفق هو حسن اﻻنقياد لما يؤدي إلى الجميل فإن العنف يمكن تعريفه بأنه سوء اﻻنقياد الذي يؤدي إلى القبيح. ويمكن أن يعرف بأنه صورة من الشدة التي تجانب الرفق واللطف، وهو طريق قد يدفع صاحبه إلى اﻷعمال اﻹجرامية الكبيرة كالقتل وغيره .
ان ما قامت به المعلمة هو بث روح الضعف والهزيمة في نفس هذه الطالبة من خلال الحكم السلبي على ادائها في السؤال، ومحاولة لوضع حاجز نفسي مشحون بالقلق والتوتر نحو المبحث الذي تدرسه بما ينعكس سلبا على كل ما تقوم به ، مع التاكيد على ان هذه المعلمة ما زالت تجهل فلسفة القياس والتقويم التربوي التي يجب أن توجه لتحقيق وتدعيم ما تعلمه الطالب وتعزيزه في بنائه المعرفي. وليس اصطياد الأخطاء واثبات تدني قدرات الطالبة مقابل اظهار عبقرية المعلمة.
إن أسوأ حياة يمكن أن يعيشها الطالب مهما كان عمره ومهما كانت درجة ذكائه، هي الحياة التي تكون بين من لا يعرفون قدره ولا يرون امكاناته، وما يمكن أو يستطيع إنجازه، لذا فالتوقعات سلبية كانت أم ايجابية هي نبوءات تحقق ذاتها، وأن ما نتوقع حدوثه يصبح سبباً نحو ماتوقعناه . فإذا توقع المعلم من طلبته والمربي من أبنائه توقعاً إيجابيا قوياً نحو النجاح فإن هذا التوقع يسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق أهدافهم وانجازاتهم، فهم يحدّثون أنفسهم بهذا النجاح ، ويفكرون فيه دائماً، ويحدثون اصدقائهم وزملائهم عنه مما يجعل فكرة النجاح تتمكن في نفوسهم، وتوجه سلوكهم، في حين ان التوقعات السلبية تقود إلى احتقار الذات وتدني صورة النفس والركون إلى الحد الأدنى من الانجاز والرضا به، فعندما يبرمج المعلم عقول طلبته على توقعات محددة يجب ان يعلم أن العقل الباطن (اللاشعور) لايفرق بين الحقيقة وغير الحقيقة ولا يعقل الأشياء، وهو يقوم بعمل ما يبرمج عليه، فإذا قال الطالب لنفسه انا استطيع عمل ذلك أو قال لنفسه انا لا أستطيع فإن ما يحدث به نفسه هو ماسيحدث علىالاغلب .
ولهذا كان التوجيه النبوي ان تفاءلوا بالخير تجدوه، لأن هذا التفاؤل يحرك في النفس الهمة العالية لإنجاز الأشياء ويجعل الدافعية الداخلية هي الطاقة المحركة للسلوك فيصبح البحث عن النجاح والتميز قيمة ذاتية في نفس الفرد.
أيها المعلمون ..أيها المربون.. إن العقل كالحديقة ، إما أن تنموا فيها الأزهار الجميلة ، وإما الأعشاب الضارة، فابصروا ما تزرعون في رؤوس ابنائكم، ولا تكونوا سببا في تكوين وتراكم حاجز الأتربة على عيونهم ثم تشكون من عدم قدرتهم على الرؤية.
النبوءة تحقق ذاتها
هناك نظرية ثبتت صحتها في كثير من الحالات وهي نظرية((النبوءة التي تحقق ذاتها )) و مفادها اننا اذا اعتقدنا ان الطفل فاشل وكسول فانه سوف يفشل لا محالة لان عقل الطفل يعمل كجهاز رادار يلتقط جميع الاشارات التي يشعر بها من الابوين ومن المعلمين ، وبالتالي اذا التقط الاشارة التي تقول له انك فاشل فانه سوف يسلك سلوكا يحقق هذا التوقع والعكس صحيح لانه يصدق هذه الاشارات التي تصدر عنا بالاقوال والافعال.
يجب ان نضع توقعات عالية لابنائنا نثق بقدراتهم حتى تؤثر على مفهومهم لذواتهم بصورة ايجابية وينعكس بالتالي على ادائهم في البيت او المدرسة
اخيرا اختي سهاد دولة ما حدث ووصفتيه في قضية النقاش هذه لا ادعي انه سلوك ممنهج عند المعلمين لكن اقل ما اقول فيه انه شائع وبدرجة اعتبرها مرضية وهذا ناتج عن التراكم الاجتماعي والثقافي الذي هو حصيلة هذا المعلم او المعلمة الذي نشأ عليه في المجتمع ، دون ان يكون لهذا المعلم الدور البارز في تثقيف ذاته من المراجع التربوية او الدينية لذلك فالامر عند هؤلاء الاصناف من المعلمين في نظري يضر تربويا وعلميا اضعاف الفائدة التي يمكن ان تقدم من قبلهم .
[/frame]