[frame="2 80"]الطريقة الأفضل لتدريس التجويد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" عَلِّمُوا أَوْلادَكُمُ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُتَعَلَّمَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ هُوَ "
الجامع الصحيح
إن أفضل طريقة في تدريس القرآن الكريم وتجويده ، هو الأسلوب الطبيعي الذي يعتمد على الممارسة استماعاً وترتيلاً وكتابةً ، والمتبع في تدريس التجويد لدى كثير من المعلمين هو الطريقة التقليدية ( القياسية ) وهي التي يبدأ فيها المعلم بشرح القاعدة ثم إعطاء الأمثلة ، وتتضح سلبية هذه الطريقة بكون المعلم هو المتحدث معظم الوقت ( الإلقائية ) ، وكون الطلبة لهم دور سلبي في الدرس من حيث عدم المشاركة ويقتصر دورهم على السماع فقط ، وعدم تفاعلهم وتفكيرهم .
أما الطريقة الأفضل لتدريس التجويد فهي الطريقة ( الاستقرائية ) وتسمى ( الاستنباطية ) أو ( الإستنتاجية ) لاعتماد هذه الطريقة على المعلومات القديمة في استنباط معلومات جديدة ، أي إعطاء أمثلة ثم استنتاج القاعدة منها ، وهي عكس الطريقة القياسية .
ففي الطريقة الاستقرائية يعرض المعلم عدة أمثلة من التجويد أو عدة آيات توجد بها الأمثلة المطلوبة على السبورة أو في بطاقات ، ثم يوجه لهم المعلم أسئلة تحوم حول الحكم المطلوب ثم ينتهي إلى استخلاص القاعدة أو الخلاصة أو الحكم ، حيث يتم ذلك بمشاركة الطلبة في إعطاء الأمثلة واستنتاج الحكم مما يكون له أعظم الأثر في فهمهم للدرس ورفع معنوياتهم لأنهم شاركوا في الدرس .
ثم يقومون في مرحلة التطبيق بقراءة الآيات مجودة ، وهنا يأتي دور الطريقة القياسية ، فالاستقراء هو اكتشاف المعلومات أما القياس هو حفظ المعلومات وهما عمليتان متلازمتان ، وتسمى ( الطريقة المعدلة ).
المزايا العشر لهذه الطريقة :
1- تنمي التفكير وروح النقد والملاحظة لدى الدارس وترفع مستواه .
2- تجعله يصل بنفسه إلى النتائج والهدف المطلوب .
3- مشاركة الطلبة وفاعليتهم في الدرس .
4- إعطاؤهم ثقة في أنفسهم لأنهم شاركوا في كافة مراحل الدرس .
5- تساعد المعلم على ضبط الفصل ، وشد الطلبة إليه عن الدرس طوال الحصة مما لا يعطي فرصة للمشاغبة أو الإنشغال .
6- هي الأسلوب الطبيعي للوصول إلى المعرفة فالانسان مفطور على الاستنباط وربط الأسباب بالمسببات .
7- تجعل المعلم يتمكن من المادة لأنه بذل جهداً في هذه الطريقة .
8- إكثار المعلم من الأمثلة يساعد على رسوخ المعلومات لدى الطلبة ، على أن تكون هذه الأمثلة هادفة .
9- هذه الطريقة تحتاج إلى تأن وروية لكي تؤتي ثمارها ، لأن السرعة دائماً مذمومة
10- يصبح الجهد مشتركاً بين المعلم وأبنائه الطلبة مما يعطي بعض الراحة النفسية والجسدية للمعلم .
ويكفي أن علماء القرآن الكريم هم الذين استخدموها لاستنباط أحكام التجويد والنحو .
مشروعية هذه الطريقة :
أنزل الله سبحانه آيات القرآن الكريم على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قام صلى الله عليه وسلم بتعليمها لصحابته ثم التابعين...
ثم جاء علماء القرآن الكريم والنحو واستنبطوا قواعد وأحكام التجويد والنحو من واقع استقراء الآيات الكريمات والحديث الشريف وتتبع أقوال العرب في القبائل والبوادي ، واستنتاج الأحكام منها ، فهذه الطريقة هي الطريقة الاستقرائية .
وهي الطريقة الأولى التي وضع العلماء بها الأحكام ، فلعلماء القرآن الكريم قصب السبق في كل مجال ، ثم تفنن علماؤنا رحمهم الله في التأليف بكل الطرق شعراً ونثراً ، وليتنا نقتفي أثرهم في محبة هذه المادة وخدمتها
ملاحظة مهمة :
1- من المهم أن يربط المعلم الأحكام ببعض الحركات والإشارات وذلك لتركيز المعلومات ، فمثلاً يوجه إصبعه نحو أنفه عند نطق الغنة ، أو يرفع يده إلى أعلى عند النطق بالمد ...
2- عند شرح مصطلحات وتعريفات التجويد ، يحاول تقريب معانيها وتشبيهها بأشياء يعرفها الطالب ، نظراً لأن مصطلحات
وأسماء الأحكام قد لا تكون مألوفة لدى الطلاب فالإدغام يشبهه لهم بالخلط أو المزج ، والغنة مثل صوت السيارة .
الأهداف :
يقول الله سبحانه وتعالى
: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فالحكمة والهدف والغاية أساس مهم لكل عمل .
وتتكون الأهداف السلوكية من نوعين :-
أهداف عامة : ويكتفي المعلم بكتابتها مرة واحدة في أول الدفتر ، وتتكون من الأهداف العامة للمادة والتي تفترض أن تغطي المادة نفسها لكل العام الدراسي .
أهداف خاصة : وتشمل الأنواع الثلاثة للهدف السلوكي لمقرر الحصة ذاتها فقط
و من المهم التركيز على الأهداف السلوكية بأنواعها الثلاثة ( المعرفي ، الوجداني ، المهاري ) في مرحلة التمهيد والعرض والتطبيق والواجب ، حيث يهتم المعلم بما يتحقق في دروس التجويد من تلك الأهداف .
ولنذكر مثالاً عن كيفية صياغة الأهداف في حصة درس الإدغام :
1- أن يعدد الطالب أحرف الإدغام .
( معرفي )
2- أن يخشع الطالب عند قراءة القرآن الكريم مجوداً بالإدغام .
(وجداني)
3- أن ينطق الطالب الإدغام نطقاً صحيحاً ، وأن يطبق أحكام وتعاليم القران الكريم في حياته . ( مهاري )
يراعى عند كتابة الأمثلة على السبورة:
1- وضوح الخط وتكبيره . 2- كتابة أحرف الحكم بلون مغاير لباقي الأحرف .
3- عدم اشتمال المثال لأكثر من حكم . 4- كون المثال صغيراً في عدد كلماته .
5- وضع خط تحت الحكم وحده فقط . 6- مشاركة الطلبة في الكتابة على السبورة .
7 – تنظيم السبورة بحيث يكون جزء منها للأمثلة والكلمات المهمة والجزء الآخر لباقي الدرس .
8 - يقوم المعلم أثناء كتابة المثال بقراءته والتركيز على الحكم أثناء النطق بصوت مميز .
9 – كتابة بعض الأمثلة الخاطئة لإظهار الفرق بينها وبين الأمثلة الصحيحة ولزيادة فهم الطلبة ، وذلك غالباً يكون في الصفوف المتقدمة وفي فترة التطبيق أو نهاية الحصة . 10- ضرورة كون الأمثلة من آيات القرآن الكريم فقط .
أهم الوسائل المستخدمة :
أ – الشرائح والصور والمجسمات . ب – شريط فيديو وكاسيت وحاسب . ج – لوحات وسائل . د – معمل اللغة . هـ – البطاقات .و – غرفة قرآنية ، فإن تدريس المادة في غرفة خاصة يذهب إليها الطلبة أفضل ، فإن لم توجد فيشترك مؤقتا مع أي مادة أخرى لأهمية ذلك ولا تكون حصة القرآن الكريم أو التجويد في المسجد لعدم وجود المكونات والوسائل ولعدم انتظام وتركيز الطلبة .
وهنالك وسائل حديثة كثيرة ظهرت الآن كالحاسب وغيره . كما يحثهم على شراء شريط تعليم التجويد .
تنبيهات :
1 – يلاحظ المعلم عند كتابة الأمثلة وكذلك أثناء القراءة التنبيه على الفرق بين الرسم الإملائي والعثماني على ألا يتوسع في تفاصيل ذلك ، أما المعلومات والفوائد العلمية فإنه يتوسع في شرحها .
2 – من المهم جداً إضفاء جو من الخشوع والأدب على الفصل في حصص التربية الإسلامية حيث أنها جلسة علم تنزل فيها الرحمة ،
ويذكرهم الله سبحانه فيمن عنده ، كذلك يوصيهم بالوضوء والطهارة الدائمة فمن السنة ذلك .
3 – ليكثر المعلم من الأمثلة سواءً أكانت الأمثلة بمشاركة من الطلبة أم من عنده ، فكثرة الأمثلة تساعد على فهم الدرس .
4 – على المعلم الابتعاد في كل خطوات الدرس عن اتباع طريقة الترتيب ( سواءً بالأرقام أو بالأسماء أو بالمقاعد ) ، بل يتبع طريقة الانتقاء الفجائي ليظل الطلبة على ارتباط دائم بالدرس .
5 - تأكيد المعلم على الطلبة بإغلاق الكتب أثناء الشرح والنقاش لئلا يتشتت ذهن الطلبة بين المعلم والكتاب .
استنتاج الحكم المطلوب :
وهذه النقطة من أهم النقاط ففيها يتم استنتاج القاعدة أو الحكم ، وليجعل ذلك يتم من أفواه التلاميذ ، والأفضل أن يكون الاستنتاج من أكثر من طالب ، ويعيد الطلبة ذلك أكثر من مرة .
وليحرص المعلم عند النطق بالمثال لأي حكم أن يطبق ذلك الحكم التجويدي أثناء النطق ، وكذلك بالنسبة للطلبة فعليه أن يعودهم على تطبيق نطق الحكم ، وليس فقط إحضار مثال يوجد به الحكم نظرياً ، لأن المهم هو التطبيق العملي الصحيح ، وفهم الحكم . وأحياناً يقرأ المعلم أو يعيد نطق الحكم أو المثال معهم تشجيعاً لهم .
ربط الدروس ببعضها :
وفي كل حصة يطبق فيها حكماً معيناً فإنه يضيفه إلى سائر الأحكام التي أخذها الطلاب في الدروس السابقة ، ففي هذا تعزيز للأحكام ، فعندما يصل مثلاً إلى الإقلاب فإنه في تطبيق القراءة يطبق أيضاً حكمي الإظهار والإدغام ، وكما ينطبق هذا على الأحكام التطبيقية فإنه ينطبق على الناحية النظرية .
أمور مهمة على المعلم مراعاتها وقت التطبيق :
1- البدء أولاً بالجيدين لكي يعطي فرصة للضعاف لمزيد من الاستماع .
2- عدم التهاون في رد بعض الأخطاء بل عليه أن يهتم بكل الأخطاء حتى السهلة منها .
3-التركيز بعد ذلك على الضعاف والذين في مؤخرة الصف .
4-إذا أخطأ الطالب يعطيه المعلم فرصة قبل الرد عليه ، فإذا عجز وإلا نقل الإجابة إلى زميل آخر، فإن أجاب وإلا تدخل المعلم .
5-الاستعانة بالبطاقات الورقية والشرائح …عند وجود بعض الكلمات والأحكام المهمة .
6-الاستعانة بالسبورة كما أسلفنا للمعلم أما في التطبيق فيأتي دور الطلبة للمشاركة وتصحيح أخطائهم بأنفسهم عليها .
7-عند نقل الإجابة إلى طالب آخر إذا اخطأ الأول فليكن بطريقة توحي بالمنافسة الشريفة ولا تؤدي إلى تسقط الأخطاء أو التوبيخ .
8-إذا تكررت بعض الأخطاء مهما كان نوعها فليعلم المعلم بأن الأمر هنا يحتاج إلى وقفة جادة في المعالجة ( بالسبورة ـ بالبطاقات ـ بتكرار النطق ـ بالأسئلة ...) .
9-على المعلم شراء الشريط وحث الطلبة على شراء شريط التجويد الكاسيت والفيديو والأفضل أن توفرها المدرسة في المقصف .
10-عند خطأ الطالب في نطق حكم أثناء التلاوة فعلى المعلم عند التصحيح عدم نطق المقطع بكامله بل نطق الجزء المحدد الذي يوجد به الخطأ وحده سواءً أكان ذلك كلمة أو حرفاً .
11-إن درس التجويد مثل درس التلاوة يحتاج إلى فاصل منشط بقصة من واقع الدروس بمعدل ثلاث دقائق لإبعاد الملل عن الطلبة وعن المعلم .
12- بعد التطبيق للحكم بمدة مناسبة على المعلم التأكد من قدرة الطلبة على التطبيق والفهم وليس مجرد الحفظ وذلك بأمور : فمثلاً : أ – يطلب منهم أمثلة على الحكم غير أمثلة الكتاب .
ب – يتعمد إلقاء أسئلة تجعل الطلبة يبذلون جهداً وتفكيراً يدل على الفهم والاستيعاب وليس الحفظ فقط .
اهمية التشجيع :
أخيراً نختم بذكر أهمية تشجيع ومدح الطلبة وأثره الفعال ، فإذا أصاب الطالب في إحضار مثال مناسب أو استنتاج حكم أو قراءة جميلة أو كتابة أو أي عمل جيد فلا بد من تشجيعه ، ولا بد أن يكون ذلك بطريقة محببة تماماً ، كما لو أن الطالب سجل هدفاً في مرمى الكرة فإن التشجيع الرياضي منقطع النظير ، فتشجيع طلبة العلم أولى وخاصة أهل القرآن الكريم ، فنود من إخواننا معلمي التربية الاسلامية - وهم الأسوة والقدوة - التشجيع والاهتمام والتكريم للطلبة ، واستخدام الكلمات الإسلامية المباركة الجميلة ، ومن المهم إحضار ذلك الطالب إلى مقدمة الفصل أمام زملائه وتهنئته وتكريمه ، بل وأمام طابور الصباح لتكريمه فهذا أفضل . أما إذا أخطأ فعلى المعلم عدم توبيخه بل الرفق به ونقل السؤال إلى طالب آخر ثم يطلب منه الإعادة .
ختام الدرس :
وفي نهاية الحصة يختمها المعلم ويختم كل درس بالدعاء والكلمة الطيبة كما بدأها بالافتتاحية المباركة ، أو يجعل أحد الطلبة يذكر الدعاء .[/frame][/frame]