موضوع طيب والكلام فيه أطيب . الأخت الكريمة طرحت موضوعا يشكل دستورا للعملية التربوية ، جزاها الله خير الجزاء . لا يخفى على أحد أن هناك خللاً بيناً في كافة جوانب العملية التربوية من معلم ومنهاج وجهات مسؤولة ، والخلل مترابط بين الجوانب جميعاً ، الخلل والتقصير عند المسؤولين والجهات الرسمية يسبب خللاً عند المعلم ، والمنهاج يؤثر في المعلم والطالب ، وهناك من يدفع إلى تخريب عملية التعليم من خلال سياسات المناهج وتهميش المعلم بل ومكننته ( بجعله آلة كاتبة ) وتجويعه لصرف اهتماماته عن هدفه الأسمى ، كما تشكل بعض القوانين مساهمة كبيرة بهذا الاتجاه .
على العموم لا يحل هذه المشلات من وجهة نظري إلا أن يقوم على هذا العمل أناس يتقون الله تعالى ويسيرون وفق نهجه وشرعه ، فإن تم لنا ذلك فقد أكرم المعلم كما أكرمه الشرع ، وقد غيرت المناهج بما يتناسب والشرع ، وقد أقصيت السياسات المغرضة عن عملية التعليم ، وقد أقرت القوانين التي تخدم التربية الصحيحة لهذا النشئ الذي يراد له أن يبقى في ذيل القافلة .
وإلى أن يكون ذلك - عسى الله تعالى أن يجعله قريبا - لا بد للمعلم وإن قست عليه ظروف الحياة أن يخلص في عمله وأن يؤدي رسالته ابتغاء مرضات الله تعالى ، وأن يستذكر رقابة الله تعالى عليه ، وأن يتذكر قول النبي عليه السلام : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " . بوركتم وبوركت جهودكم الطيبة