فروقٌ في خَلْقِ الإنسان
ظاهِرُ جلد الإنسان من رأسه وسائرِ جسده ( الْبَشَرَةُ ) وباطنُه ( الأدَمَةُ ) والعربُ تقول : ( فلان مُؤْدَم مُبْشَر ) أي : قد جمع لِينَ الأدَمَة وخُشُونة البشرة
وشَخْص الإنسان إذا كان قاعداً أو نائماً ( جُثَّة ) فإذا كان قائماً فو ( قامَةٌ ) وقد اختلفوا في الجانب ( الوَحْشي والإنْسِي ) قال الأصمعي : الوحشي : الذي يركب منه الراكب ويحتلب منه الحالب وإنما قالوا
( فجال على وحشيه ... )
إلخ ( وفانصاعَ جانبه الوحشي ... ) إلخ
156 - لأنه لا يُؤتى في الركوب والحلَبِ والمعالجة إلا منه فإنما خوفه منه
والإنسي : الجانب الآخر وقال أبو زيد : الإنسيُّ الأيْسَرُ وهو الجانب الذي يركب منه الراكب والوحشيُّ الأيمن . وقال أبو عبيدة : الوحشيُّ الأيسر من الناس والدواب والأيمن الإنْسِيُّ ويقال الأنَسِيُّ
وقال الأصمعي : كل اثنين من الإنسان - مثل الساعدين والزَّنْدَين وناحيتي القدم - فما أقبل على الإنسان منهما فهو إنْسِيٌّ وما أدبر عنه فهو وَحْشِي
157 - ( والوَفْرَة ) الشَّعْرَة إلى شَحْمَة الأذن فإذا ألمت بالمنكب فهي ( لِمَّة ) ( والأنْزَع ) الذي انحَسر الشعر عن جانبي جبهته فإذا ازداد قليلا فهو ( أجْلَحُ ) فإذا بلغ النصف أو نحوه فهو ( أجْلى ) ثم يعود ( أجْلَه )
( والأفْرَعُ ) التام الشعر الذي لم يذهب منه شيء وكان رسول الله أفْرَعَ وإذا سال الشعر من الراس حتى يغطِّيَ الجبهة والوجه فذلك ( الْغَمَم ) يقال ( رجل أغَمُّ الوجه ) وكذلك إن سال في القَفَا يقال ( أغَمُّ القَفَا ) وذلك مما يذم به قال الشاعر - وهو هُدْبة بن الْخَشْرَم العُذْري - :
( فَلاَ تَنْكِحِي إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... أَغَمُّ الْقَفَا وَالْوَجْهِ لَيْسَ بأَنْزَعَا قال ( رجل مُلْهُوز ) إذا بَدَا الشيبُ في رأسه ثم هو ( اشْمَط ) إذا اختلط السواد والبياض ثم هو ( أشْيَبُ )
( والْقَرَن ) في الحاجبين : 158 أن يطولا حتى يلتقي طرفاهما ( والْبَلَجُ ) أن يتقطعا حتى يكون ما بينهما نقياًّ من الشعر والعرب تستحبه وتكره القَرَن ( والزَّجَجُ ) طول الحاجبين ودقتهما وسُبُوغهما إلى مُؤْخِر العينين
( والْمُقْلَةُ ) شَحْمة العين التي تجمع السواد والبياض والسواد الأعظم هو ( الحَدَقَةُ ) والأصغر هو ( النَّاظِر ) وفيه إنْسَانُ العين وإنما الناظر كالمرآة إذا استقبلْتَهَا رأيت شخصك فيها والذي تراه في الناظر هو شخصك ( والمَأْقُ ) ( والْمُؤْق ) واحد وهو طَرَفها الذي يلي الانف ( واللَّحَاظُ ) مُؤْخِرها الذي يلي الصُّدْغ قال أبو عبيدة : ( ذِنَابة ) العين مُؤْخِرها ( والْخَوَصُ ) صغر العين وغُثُورها فإن كان في مُؤْخِرها ضِيقٌ فهو ( حَرَص ) وبه سمى الأحْوَصُ ( والنَّجَل ) سَعَتها وعظم مُقْلتها ( والْخَزَرُ ) أن يكون 159 الإنسان كأنه ينظر بمؤْخِرِها ( والشَّوَس ) أن ينظر بإحدى عينيه ويميل وجهه في شق العين التي ينظر بها
( والشَّمَمُ ) في الأنف : ارتفاع القَصَبة واستواء أعلاها وإشرافٌ في الأرْنَبَةِ ( والْقَنَا ) طول الأنف ودقة أرنبته وحَدَبٌ في وسطه
( وعَذَبَةُ اللسان ) طَرَفه ( وعَكَدَته ) أصله ( والصُّرَدان ) العِرْقَانِ اللذان يَسْتَبْطِنانه
( والشَّدَق ) سعة الشدقين
من كتاب ادب الكاتب لابن قتيبة