يشترك معلم اللغة العربية مع غيره من المعلمين بالصفات العامة ، ولمنه يتميز بصفات خاصة تميزه عن غيره من المعلمين ومن أهم هذه الصفات :
1- توقد الذكاء : اللغة فكرة وأسلوب ، ولابد لصاحب الفكرة وناقلها من فطنة في الاستعاب وبعد في النظر ، وغوص إلى المعاني ، وحسن اختيار ، وجمال في التعبير عنها ، واستهواء الىنفوس إليها ، حيث أن اللغة تعبير عن الحياة بما تموج به من عقائد وأفكار ومبادئ واتجاهات ومشاعر داخلية وأحاسيس ، وهذا يحتاج إلى درجة عالية من الذكاء حيث أن بقية المعلمين مختصون بزاوية من زوايا الحياة الرحبة ، يكون فهمها أيسر وأسلوب التعبير أسهل.
2- عمق العقيدة : إن اللغة العربية لغة القرآن الكريم ، كلام الله سبحانه وتعالى ، المنزل على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ، لهداية أهل الأرض : ( وإنه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين على قلبك ، لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين ) الشعراء 192-195 ، ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون )يوسف 2
لذا يجدر بمعلم العربية أن يتجاوب مع قدسية لغته ويكون معلما عقائديا ، تنفجر معاني عقيدته السمحة المشرقة من خلال كلماته ، وبذا تكون رسالته محمولة في لغته ، كما حملها السلف الصالح ، فعربوا الدنيا بلسان القرآن ، ودانت البشرية بعقيدة القرآن ، ومعلم له القلادة على نشر العقيدة السمحة من خلال الأمثلة والشواهد النحوية ، واختيار النصوص الأدبية المستمدة من العقيدة ، في حين أن مجال إبراز العقيدة لبقية المدرسين محدود ، مع أهميتها لهم .
.
3- غزارة المادة العلمية : إن لمدرس اللغة العربية آفاق واسعة في اختصاصه العلمي ، فهو يقوم الألسنة بتدريسه ، مما يدعوه إلى ضبط حركات وسكنات كل حرف وفق قواعد اللغة العربية وهو يعني بجودة المطق مما يقضي معرفته بقواعد النطق الصحيحة ، وتمرين الطلاب عليه ، وهو يعنى برسم الحروف بصورة صحيحة وجيدة ، وفق قواعد الإملاء ، فاختصاصه يتناول لغة الحياة ، حركاتها ورسم حروفها وآدابها ونطقها .
4- الرغبة الذاتية : فلما كانت اللغة العربية لغة الحياة ، فيجب أن يختارها مدرسها عن رغبة صادقة حيث أن الرغبة تبعث فيه روح النشاط والإبداع ، كما تبعث في الطلاب القدوة الحسنة بمدرسهم ، والشعور بالغبطة والفرح بتدريسه ، فمن لا رغبة لديه في تدريس الللغة يحرم طلابه الرغبة منها كذلك
( وفاقد الشيء لا يعطيه )