[align=center][tabletext="width:90%;background-image:url('http://www.islamicteacher.org/backgrounds/4.gif');background-color:rgb(220, 20, 60);border:9px ridge rgb(46, 139, 87);"][cell="filter:;"][color=rgb(75, 0, 130)][align=center]معنى الاعتكاف
الاعتكاف: هو لزوم الشيء وحبس النفس عليه , خيراً كان أم شراً , قال تعالى { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} (52) سورة الأنبياء , أى مقيمون متعبدون لها , والمقصود به هنا لزوم المسجد و الإقامة فيه بنية التقرب إلى الله عز و جل .
مشروعية الاعتكاف
أجمع العلماء على أن الاعتكاف مشروع , فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعتكف فى كل رمضان عشرة أيام , فلما كان العام الذي قُبض فيه , اعتكف عشرين يوماً ::: رواة البخاري و قد اعتكف أصحابة وأزواجه معه و بعده , و هو و إن كان قربة , إلا انه لم يرد في فضله حديث صحيح ,, قال ابو داود : قلت لأحمد رحمه الله : تعرف فى فضل الاعتكاف شيئاً ؟ قال : لا إلا شيئاً ضعيفاً .
أقسام الاعتكاف
ينقسم الاعتكاف إلى مسنون و إلى واجب , فالمسنون ما تطوع به المسلم تقرباً لله عز و جل وطلباً لثوابه , وإقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم , و يتأكد ذلك في العشر الأواخر من رمضان لما تقدم , و الاعتكاف الواجب ما أوجبه المرء على نفسه, إما بالنذر المطلق , مثل ان يقول : لله على ان اعتكف كذا , او بالنذر المعلق كقوله : إن شفا الله مريضي لأعتكفن كذا , و فى صحيح البخاري عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال (( من نذر أن يطيع الله فليطعة )) و فيه : ان عمر رضي الله عنه قال : يا رسول الله إني نذرت أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام , فقال (( أوف بنذرك )) .
زمن الاعتكاف
الاعتكاف الواجب يؤدى حسب ما نذره و سماه الناذر , فإن نذر الاعتكاف يوماً أو أكثر وجب علية الوفاء بما نذره , و الاعتكاف المستحب ليس له وقت محدد , فهو يتحقق بالمكث فى المسجد مع نية الاعتكاف , طال الوقت أم قصر و يثاب ما بقى في المسجد , فإذا خرج منه ثم عاد إلية جدد النية إن قصد الاعتكاف , فعن يعلى بن أمية قال : إني لأمكث في المسجد ساعة ما أمكث إلا لأعتكف , و قال عطاء : هو اعتكاف ما مكث فيه , و إن جلس في المسجد احتساب الخير فهو معتكف , و إلا فلا , و للمعتكف ان يقطع اعتكافه المستحب متى شاء , قبل قضاء المدة التي نواها , فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا اراد ان يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة , و انه اراد مره ان يعتكف العشر الأواخر من رمضان فأمر ببنائه , فضرب قالت عائشة : فلما رأيت ذلك أمرت ببنائي فضُرب , وامر غيري من أزواج النبى صلى الله عليه و سلم ببنائه فضُرب , فلما صلى الفجر نظر إلي الأبنية فقال : ما هذه ؟ البر تُردن ؟ قال : فأمر ببنائه فقوض , و أمر ازواجه بأبنيتهن فقوضت , ثم أخر الاعتكاف إلى العشر الأول ( يعنى من شوال ) فأمر الرسول صلى الله عليه و سلم نساءه بتقويض أبنيتهن . و ترك الاعتكاف بعد نيته منهن دليل على قطعه بعد الشروع فيه , و فى الحديث ان للرجل ان يمنع زوجتة من الاعتكاف بغير اذنه , و إليه ذهب عامه العلماء و اختلفوا فيما لو أذن لها , هل منعها بعد ذلك ؟ فعند الشافعى و أحمد وداود : له منعها و إخراجها من اعتكاف التطوع .
شروط الإعتكاف و أركانه
المعتكف يجب ان يكون مسلماً , ممميزاً طاهراً من الجنابة و الحيض و النفاس , فلا يصح من كافر ولا صبى غير مميز ولا جُنب و لا حائض ولا نفساء .
أركان الإعتكاف :-
حقيقة الاعتكاف المكث فى المسجد بنية التقرب إلى الله عز و جل , فلو لم يقع المكث فى المسجد أو لم تحدث نية الطاعة لا ينعقد الاعتكاف , اما وجوب النية فلقول الله عز و جل { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } (5) سورة البينة , و لقول الرسول صلى الله عليه و سلم (( إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل إمرىء ما نوى )) و أما أن المسجد لابد منه فلقول الله عز و جل { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (187) سورة البقرة , ووجه الاستدلال انه لو صح الاعتكاف فى غير المسجد لم يخص تحريم المباشرة بالاعتكاف فى المسجد لأنها منافيه للاعتكاف , فعلم أن المعنى بيان الاعتكاف إنما يكون فى المساجد .
صوم المعتكف
المعتكف و إن صام فحسن , و إن لم يصم فلا شيء عليه , روى البخاري عن ابن عمر رضى الله عنهما ان عمر قال : يا رسول الله إنى نذرت فى الجاهلية أن اعتكف ليلة فى المسجد الحرام , فقال : أوف بنذرك , ففى امر رسول الله صلى الله عليه و سلم له بالوفاء بالنذر دليل على أن الصوم ليس شرطاً فى صحة الاعتكاف , إذ انه لا يصح الصيام فى الليل , و روى سعيد بن منصور عن ابى سهل قال : كان على امرأة من أهلى اعتكاف , فسألت عمر بن عبد العزيز , قال : ليس عليها صيام , إلا أن تجعله على نفسها , فقال الزهرى : لا اعتكاف إلا بصوم , فقال له عمر : عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : لا , فخرجت من عندة فلقيت عطائاً و طاوساً فسألتهما , فقال طاوس : كان فلان لا يرى عليها صياماً إلا ان تجعله على نفسها , و قال عطاء : ليس عليها صيام إلا ان تجعلة على نفسها , قال الخطابى : و قد اختلف الناس فى هذا , فقال الحسن البصرى : إن اعتكف من غير صيام أجزأه , و إلية ذهب الشافعى , و روى عن على و ابن مسعود أنهما قالا : إن شاء صام و إن شاء أفطر , و قال الأوزاعى و مالك : لا اعتكاف إلا بصوم , و هو مذهب أهل الرأى , و روى ذلك عن ابن عمر , و ابن عباس , و عائشة , و هو قول سعيد بن المسيب و عروة بن الزبير و الزهرى .
ما يُستحب للمعتكف و ما يكره له
يستحب للمعتكف ان يُكثر من نوافل العبادات, و يشغل نفسه بالصلاة و تلاوة القرآن و التسبيح و التجميد و التهليل و التكبير و الاستغفار و الصلاة و السلام على النبي صلى الله عليه و سلم و الدعاء و نحو ذلك من الطاعات و العبادات التي تقرب العبد من ربه عز و جل, و يمكنه أيضا القراءة في كتب التفسير آو الحديث و غيرها آو الجلوس في حلق الذكر و العلم, و يستحب له إن يأخذ صحن في المسجد إقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم, و يُكره له إن يشغل خنفسة بشيء غير العبادات و الطاعة مثل الكلام في غير المفيد آو العمل في شيء غير الطاعات و يُكره له الإمساك عن الكلام ظناُ له ان ذلك يقربه من الله عز و جل, فقد روى البخاري و ابن ماجة و ابو داود عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : بينما النبي صلى الله عليه و سلم يخطب, إذا هو برجل قائم فسأل عنه, فقالوا: أبو إسرائيل, نذر أن يقوم و لا يقعد و لا يستظل و لا يتكلم و يصوم, فقال النبي صلى الله عليه و سلم (( مُره فليتكلم و ليستظل و ليقعد و لُيتم صومه )) و روى ابو داود عن على رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال (( لا يُتم بعد احتلام ولا صُمات يوم إلى الليل )) .
[/align][/color][/cell][/tabletext][/align]