فكر ملـيـا .. ثم عد لي بذهنك مره آخرى لأحكي لك قصة رجل قيلت له هذه العباره .فقدم بعدها أجمل و أروع خطاباته , واثر في الملاين على سطح الأرض
قيل لك . فماذا أنت فاعل آنذاك ؟!
أما الرجل فهو راندي باوش أستاذ علم الحاسوب في جامعة كارنيجي مليون هذا الرجل أخبروه الأطبّاء وهو في السابعة و الأربعين من عمره أنّ أمامه 3أشهر فقط ليموت بعدها. لتأخر حالته , فقد كان يعاني من سرطان البنكرياس
فمالّذي فعل؟ لقد جمع طلبته وألقى عليهم محاضرة بعنوان" الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك." قدّم فيها الكثير من دروس الحياة الّتي تعلّمها في حياته منها ما واجهه من صعوبات في حياته الجامعيّة وكيفيّة تغلّبه عليها إذ كان يقول لو يوجّه الإنسان عشر الطّاقة الّتي يصرفها في التّذمّر إلى التّفكير بحلّ لمشكلته لتراءت أمامه الحلول الكثيرة.
كان يرى صعوبات الحياة كتحدّيات لتحقيق أهداف كبيرة وليست أبدا عراقيل.
كما دعا الآباء والمربّين إلى تشجيع أبنائهم والمراهنة على نجاحهم وعدم كبت مواهبهم.
ثم ذكر لهم قصة امرأة وقعت في قروض متزايدة وأصيب بحالة من القلق , وكي تستطيع التغلب على الضغوطات فحجزت عند معالج باليوجا , وقال لهم لو أن هذه المرأة صرفت وقتها في عمل إضافي . بدلا من اليوجا لدفعت قروضها كاملة
إننا يجب أن نحل المرض بدلا من أن ندور حول أعراضه .
ثم أكمل قائلا : دعوني أقص عليكم موقفا حدث لي قبل سنوات حينها كنت في زيارة لأختي بسيارتي الجديدة , وعندما هممت بأخذ جولة أنا وابنائها الصغار .جاءت أليهم تحذرهم أن يحافظوا على سيارة خالهم نظيفة , وأن لأيفتحوا النوافذ ,وكانت تكرر هذه التحذيرات أكثر من مرة . هل تدرون ما الذي فعلته بعدما سمعت هذه التحذيرات ؟ لم أعبر لها عن شكري عن هذه التنبيهات . بل أمسكت بأحد المشروبات وفتحها , ثم سكبت محتوياتها في السيارة . ليس الأمر جنون , لقد اكتشفت أن ما يقف حائلا أمام حركة الأنسان فلا يدعه ينجح , لقد أخبرت أختي ( أن الإنسان أهم من الأشياء ).
وقدّم لهم رأيه إذا ما تعرّض أحد ما إلى صعوبات كثيرة فإذا كان هذا الشّخص قائدا عظيما فلا يمكن أن يرضى بالحلول الصّغيرة والبسيطة وإنّما سيسعى جاهدا إلى الوصول إلى أنجاز عظيم يخلّده التّاريخ فالعالم والتاّريخ لا يعترف إلاّ بمن يحمل مشعل النّور ويسير حافيا على مسامير الألم و جمرات الشّوك
أنهى راندي محاضرته وودّع تلاميذه مبتسما ليموت بعد ذلك بأيّام قليلة وهو لم يتجاوز 48 من عمره لكنّه ترك الملايين من النّاس الّذين يتداولون محاضرته ويحاولون الاستفادة من الدّروس الّتي قدّمها.
لتكون ممّن يستقبلون الموت برباطة جأش لا بدّ وأن تكون في سلام مع نفسك وصلح مع ذاتك يجعلك تودّع العالم بكلّ رحابة صدر.
ترى كم منا يمتلك سلاما نفسيا وصلحا مع الذات يدفعه إلى احتضان العالم وتوديعه برحابة صدر قبل أن يدير له ظهره مودعا ؟
وأخيرا : قياس الحياة ليست في طول بقائها ...
ولكن في قوة عطائها
*********************************
نقلتها من كتاب " مالم يعلمني اياه ابي عن الحياة"