((وضع القواعد النظرية المناسبة لتلاوة القرآن الكريم))
سنا القرآن الكريم ما يزال يشرق على قلوب الناس منذ قرون، ينير كوكبه الدريُّ حلك الظلام، مانحاً الروح الإنسانية نعيم الفطرة الرفيعة.
شعَّ هديه أياماً وسنين، فكان للإنسان رحمة في رحلته الطويلة، مع زحام الحياة، على هذا الجرم الكوني السابح في الفضاء.
تهتز لكلماته الأرض والجبال خشوعاً ووجلاً، إنه الملاذ الأخير الذي يفتح أبواب الخير، ويحلِّي النفس بجواهر الحق والخير والجمال، ويطلق سراحها من أسر ميول دنيئة ذاتية رخيصة، بعد أن يصعدها في تيار طيوبه، فيغدو الكون في قلب الإنسان، فلا تراه يسأل عن حقد أو طمع أو أثرة.
هذه الشعلة المنيرة الساطعة أحق ما ينبغي دراسته، لذلك بذل العلماء جهوداً مضنية في سبيل وضع القواعد النظرية المناسبة لتلاوة القرآن الكريم، وكان الهدف من وضع هذا العلم تثبيت أصول التلاوة وفق قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم، التي تلا بها القرآن الكريم على أصحابه أيام البعثة.
وتأتي المقدمة الجزرية المنظومة في تجويد القرآن الكريم، ضمن المصادر التي أرست قواعد هذا العلم، في العصور المتقدمة، ثم صار معظمها طيَّ النسيان.