ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻬﺎ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﻴﻤﺪ
@ abd_h_as
ﺑِﺴْﻢِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦِ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴْﻢِ
ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﺓ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻈﻔﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ ﻭﻳﺘﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻮﻥ .
ﻭﻟﻘﺪ ﻭﺯﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﺷﻬﺮ ﻓﺮﺟﺤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ؛ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﺮ .
ﻭﺃُﺧﻔﻴﺖ ﻋﻨﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻏُﻠﻔﺖ ﺑﻠﻴﺎﻝ ﻋﺸﺮ ﺃﺣﺎﻃﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻛﺎﻣﻠﺔ .
ﻓﻠﻮ ﻗﻴﻞ ﻷﺣﺪﻧﺎ : ﺇﻥ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﺟﻮﻫﺮﺓ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﻣﻘﻔﻠﺔ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﻭﻣﺮﻗﻤﺔ ﻣﻦ ٢١ ﺇﻟﻰ ،٣٠ ﻭﻣﻌﻚ ﻭﻗﺖ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﺘﺒﺪﺃ ﺑﻔﺘﺤﻬﺎ ! ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺘﺨﺘﺎﺭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﺘﺤﻬﺎ؟
ﻫﻞ ﺳﺘﻜﺘﻔﻲ ﺑﻔﺘﺢ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺜﻼً : ٢٧ ﺃﻭ ٢٥ ﺃﻡ ﺃﻧﻚ ﺳﺘﻔﺘﺢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺩﻳﻖ؟
ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻔﻄﻦ ﻟﻦ ﻳﻘﻒ ﻣﻜﺘﻮﻑ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﺳﻮﻑ ﻳﺠﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻥ ﻧﺠﺘﻬﺪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﻧﻜﺘﻔﻲ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺘﻴﻦ .
ﺇﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻭﻳﺮﺟﺢ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ : ﺗﺤﺮﻭﺍ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ .
ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻐﻨﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻧﻈﻔﺮ ﺑﺒﺮﻛﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻬﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻭﻫﻲ :
- ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺛﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻷﺟﺮ ﻟﻤﻦ ﻗﺎﻣﻬﺎ ﻭﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺷﻬﺮ .
- ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺗﺤﺮﻳﻬﺎ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻭﺃﻣﺎﺭﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻻ ﺷﻌﺎﻉ ﻟﻬﺎ . ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ .
ﻭﻗﺪ ﺗﺨﻔﻰ ﺑﻌﺾ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﺪ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ .
- ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻀﻴﻴﻊ ﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ، ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ : ﺗﺮﻭﻡ ﺍﻟﻌﺰ ﺛﻢ ﺗﻨﺎﻡ ﻟﻴﻼً ﻳﻐﻮﺹ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻶﻟﻲ .
ﻭﻳﺤﺮﺹ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻋﻦ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻗﺎﻟﺖ : ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ، ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻝ : ﻗﻮﻟﻲ : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻚ ﻋﻔﻮ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻌﻔﻮ ، ﻓﺎﻋﻒ ﻋﻨﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻗﺎﻝ : ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ .
- ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺍﻷﺟﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣَﻦ ﻗﺎﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑًﺎ ، ﻏُﻔﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪَّﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻫﺬﻩ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺗﻠﻚ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻬﺎ ﻓﺎﻏﺘﻨﻤﻮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺕ ، ﻓﻠﻌﻞ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﺣﺮﻡ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﺷﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ .
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﻭﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻭﺃﻥ ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻭﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ .