بسم الله الرحمن الرحيم
يا رسول الله
حياتك رحمة للعالمين تسري في قلوبنا
نراك بقلوبنا
في السنة الأولى من عمرك
أنت في عشيرة بني سعد
رفضتك المرضعات
من أجل ذلك غضبت غيوم السماء
ضنت الغيمة حتى عن قطرة غيث
ساد القحط أرض بني سعد
غيمة صغيرة في كبد السماء
بك مفتونة
تظللك أبدا
اجتمع الناس للتضرع طلبا للغيث
ضمتك السيدة حليمة الى حضنها
بوجهها ترد عنك الشمس
إلا أن الغيمة الصغيرة التي في السماء
بك مفتونة
لا تنفك تلازمك
كنت في أحضان الراهب وهو يتبتل
ينظر في جمال عينيك
نسي الراهب القحط والمطر والدعاء
لكنك لم تُنسى
سحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك
أرواحنا فداء هذه العيون الناظرة للسماء
سحرت الغيمة الصغيرة بنظراتك
فأخذت تكبر و تكبر ....
وبدأت قطرات المطر تهطل برقة
ولكن أكثر الناس لا يعلمون سبب الغيث
أغلبهم لا يعرف من أنت
وفي السادسة من عمرك
في طريقك الى المدينة المنورة
بصحبة أمك وأم أيمن
شعرت باليتم عند قبر أبيك
وفي الأبواء كنت على موعد مع فقد أمك
تدخل مكة يتيم الأم
فازداد حب عبد المطلب لك
وازداد حب ابي طالب لك
يا رسول الله
هل كان ينادي أطفال مكة على أمهاتهم بجانبك ؟
هل كنت تنظر الى الارض حين يصيحون يا أمي ؟
كم ليلة حملت رياح مكة دموع عينيك الى الابواء ؟
كم ليلة صحت باكيا يا أمي ؟
يا سيدي
من أجلك نحن عنك ننادي أمهاتنا يا أمي
من أجلك نحن عنك ننادي آبائنا يا أبي
في الخامسة والعشرين من عمرك
أنت مختلف عن سائر البشر
لا يرقى اليك أحد
رائحتك الزكية تبعث بالرحمة
صوتك يبعث بالأمان
أنت محمد الأمين
في الثالثة والثلاثين من عمرك
تتدفق الرحمات كالأمواج
في الخامسة والثلاثين من عمرك
تعال لا تتأخر يا حبيب
تطرق الأنات أبوب السماء
تعال لا تتأخر يا حبيب
ضاقت الصدور من طول انتظار قدوم الرسول
تعال لا تتأخر يا حبيب
أنت مدعو الى جبل النور
في الأربعين من عمرك
وأنت في غار حراء على جبل النور
يتنزل جبريل من السماء
كل ذرات الوجود ترفع الصلاة والسلام عليك
قلوب الكائنات تئن شوقا اليك
أنت لنا إشراق الصباح في ظلمات الليل
أنت نبي الله
أنت حبيب الله
أنت رسول الله
لماذا أحزنوك أيها العظيم؟
لماذا عذبوك ؟
هل لأن أبا طالب قد مات فهاجموك ؟
هل لأنه لم يبق من يحميك فهاجموك ؟
كأننا نرى عبارتك عند الكعبة
و أنت تقول :"سرعان ما شعرت بالوحدة لفقدك يا عماه"
نذكر صلاتك في الحرم
وهم يضعون القاذورات فوق رأسك
رؤوسنا فداء لرأسك يا رسول الله
كيف كان المحرومون ينظرون ويضحكون
من الذي يجري نحوك في شوارع مكة ؟
من الذي يجري وكأن العرش نزل من السماء
من ذا الذي يجري ؟ يتساءلون
من هذا ؟
أحدهم يجيب .....
"إنها فاطمة الزهراء بنت محمد"
أم الصالحين
تمسح بنتك الأثيرة لديك عن عينيك ووجهك الكريم
هي أشبه الخلق بك
كأنها أنت إن ضحكت وإن بكت
كأننا نراك تقول لها : "لا تبكي بنيتي"
لماذا أخرجوك من أرضك ؟
هل لأنك بقيت وحيدا
ألم يعرفوا من الذي يحميك ؟
من وجدك يتيما فآواك ؟
من أرسلك رحمة للعالمين؟
قالوا عنك مجنون
ولم تجبهم
قالوا أنت مجنون ...
أنت شاعر
ولكنك لم تجبهم
قالوا :"من سينقذك ويحميك منا ؟ "
أنت ...
أنت تقول " الله "
الله عز وجل
"يحف السماء بالخشية"
أنت تقول "الله"
والعرش الأعلى يهتز
كنت تقول الله في بدر
فأنزل إليك ثلاث آلاف ملك بخيولهم
معك مئة وخمسة وعشرون الف صحابي
يقولون بأبي وأمي أنت يا رسول الله
يا رسول الله
تمشي في شوارع المدينة المنورة
عندما رأتك بنات بني النجار الصغيرات ...
لم يدرين ما يفعلن من الفرح
سألتهن : "أتحبنني؟"
فأجبن : "نعم نحبك يا حبيب الله"
وأنت أجبت : "يعلم الله أني أيضا انني أحبكن"
الكثير من الشباب في هذا الزمان
ليسوا من بنات بني النجار
لكنهم أيضا يحبونك
دموعهم تشهد أنهم يحبونك أكثر من أنفسهم
لا أحد لهم سواك
والله يعلم أنك أنت أيضا تحبهم
في الستين من عمرك
تدعو وتقول : "الرفيق الأعلى"
وتلبس جبة من الصوف صنعت لك
أطرافها بيضاء
لبستها وخرجت أمام أصحابك
وضربت بيديك على ركبتيك
وقلت "أترون كم هي جميلة"؟
ناداك في مجلسك أحدهم
أعطني إياها , فداك أبي وأمي يا رسول الله
لماذا طلبها منك وهو يعلم أنها تعجبك ؟
ويعلم يقينا أنك لن تقول لا
فأعطيته إياها
ورجعت لبست جبتك المرقعة
بقي أسبوع على لقاء الحبيب
صنعوا لك الجبة نفسها مرات عديدة
لكن لم يقدر لك أن تلبسها
أرسلت الخبر على لسان أبي هريرة
أنه سيأتي أناس من بعدي يقولون ...
وددنا لو أننا رأينا نبينا ولو بأموالنا وأولادنا
حدثت أنس بشوقك لإخوانك
قلت إني أشتاق لإخواني يؤمنون بي ولم يروني
يا حبيبي تنادي من فوق منبر المدينة "أمتي أمتي" وأنت ترتدي ثوب الحزن
يا من دعا الله للناس من محراب مكة
بلطف الله علينا بك جثونا على ركبنا وبايعناك
آمنا بما أتيت به من عند ربك
سمعنا وأطعنا
يا رسول الله
ما زلت في الأربعين من عمرك
وما زلت على رأس أمتك
https://docs.google.com/file/d/0B5u9...it?usp=sharing