قال رجل نحوي لابنه:إذا أردت أن تتكلم بشيء فاعرضه على عقلك وفكر فيه بجهدك حتى تقومه ثم اخرج الكلمة مقومة فببنما هما جالسان في الشتاء والنار مشتعلة ، وقعت شرارة في جبته وهو غافل عنها والابن يراه فسكت ساعة يفكر ثم قال : يا أبت أريد أن أقول لك شيئا افتأذن لي فيه ؟قال أبوه :إن حقا فتكلم قال :أراه حقا ، فقال : قل ،قال:إني أرى شيئا على جبتك قال :ما هو؟ ،قال :شرارة وقعت على جبتك فنظر أبوه إلى جبته وقد احترق منها جزء كبير فقال للابن :لماذا لم تعلمني به سريعا؟قال :فكرت فيه كما أمرتني ثم قومت الكلام وتكلمت به ، فنهره وقال له: لاتتكلم بالنحو أبدا
قال أبو الأسود الدؤلي لابنه :
يل بني إن ابن عمك يريد أن يتزوج ويحب أن تكون أنت الخاطب فتحفظ خطبة، فبقي الغلام يومين وليلتين يدرس خطبة ، فلما كان في اليوم الثالث قال أبوه : ماذا فعلت ؟قال :قد حفظتها .قال : وما هي ؟ قال :اسمع : الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوكل عليه ونشهد أن لا اله ألا الله وان محمد رسول الله ،حي على الصلاة حي على الفلاح،فقال له أبوه:لا تقم الصلاة فاني على غير وضوء .