[frame="7 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على صفوة خلقه وآل بيته الطيبين وصحبه والتابعين لهم بإحسان وبعد :-
لا شك أن الحديث عن المعلم بوجه عام له أبواب لا حصر لها ذلك أن المعلم كما قيل : هو تلك الشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين.. فكيف إذا كان المعلم يضيء القلوب والعقول والفكر والحياة بكل جوانبها ..
وإذا ما أردت التخصيص فإن معلم التربية الإسلامية له من الفضل والخصوصية ما يفوق ذلك لما يمثله من مكانة معنوية يكتسبها من موقعه وتخصصه ..ذلك أن التربية الإسلامية ليست معلومة مجردة تلقى كيفما كان أو من أي كان ..فعنصر القدوة والإيجابية جزؤ لا يتجزأ منها .. فتعليم العبادة والأخلاق والسلوك والمعاملات والأدب ...وغيرها من هذه العناوين في التربية الإسلامية لا تنفصل عن ذات المعلم وصفاته وسيرته وسلوكه وكل ما يصدر عنه في المدرسة والطريق والبيت وفي البيع والشراء ..فالقدوة والايجابية عناصر مكملة للمقرر والمنهج الدراسي الذي يتلقاه طلبتنا على مقاعد الدراسة .
وهنا أردت أن أضع بين يدي معلمنا العزيز هذه الرسالة عن الايجابية التي ينبغي لمعلمنا أن يحيط بها وأن يتمثلها في واقعه، لما يمثله من مكانة رفيعة ولما يحمله من رسالة عظيمة ...
فما هي الايجابية ؟ وما هي محاورها ؟ وكيف يكون المعلم ايجابيا ؟ أقتبس هذه المحاور.
" يمكن تعريف الايجابية بأنها صفة مؤثرة وفعالة في النفس، تحرك طاقات الفرد للعمل المتقن الذي يفيد المجتمع. هذه الإيجابية هي التي تفجر طاقات المعلم وتشحذ همته ليبدع ويعطي بنشاط وحيوية وفاعلية ليس لها حدود، يذلل الصعاب والظروف مهما ساءت، ويستثمر الواقع ويسخر الطاقات كبيرها وصغيرها لتحقيق الإنجازات العظيمة المتمثلة أساسا في بناء الإنسان.
محاور المعلم الإيجابي
أولا: إيجابية المعلم نحو نفسه: يشمل تطويره لذاته بكافة الوسائل كالدراسة النظامية والقراءة وحضور الندوات والدورات وورش العمل. وكذلك استمرارية الحديث الإيجابي والتفكير الإيجابي ، لينعكس سلوكا إيجابيا في واقع حياته الشخصية والعملية، والبعد عن المؤثرات السلبية التي تنمي التفكير السلبي والسلوك السلبي والهيمنة السلبية على واقعه بأكمله.
ثانيا: إيجابية المعلم نحو عمله: يشمل تقيده بأوقات العمل، والبعد عن الكسل، والتزامه بجودة العمل وإتقانه، والتخطيط الجيد والتنفيذ الملائم، والحفاظ على الممتلكات ووسائل العمل، والتعامل الحسن مع الزملاء والمديرين.
ثالثا: إيجابية المعلم نحو طلابه: تواصله معهم والاستماع إليهم، وتقبل اختلاف مستوياتهم، وتنوع أمزجتهم، وتعدد سلوكاتهم، والحرص على تربيتهم وتعليمهم بأحسن الطرق والوسائل، وتقديم النصح لهم، وتشجيعهم على التعلم وتعزيزهم، وتهيئة بيئة آمنة تشعر المتعلم بالاطمئنان.
رابعا: إيجابية المعلم نحو مجتمعه ومشاركته في صنع حاضر ومستقبل وطنه وأمته
مع تقديري لكم
أبو المنذر ..معمر الحاج
[/frame]