[frame="7 80"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ... والصلاة والسلام على صفوة الخلق محمد وآله وصحبه والتابعين لهم باحسان ،،،،
وبعد ،،،،
ملاحظة:
سأبدأ مقالي بهذا الاقتباس ..
[المعلم هو شخصية رائعة ويمكن تواجدها في كل مكان في الحياة و تواجده لا يقتصر على إعطاء الدرس !! بل يشعرك بالأبوه أو الأمومة والإحتواء.. ويسعده أن يكون تفاعلياً ....ويحرص على امتلاك كل ما يخص الطالب ويخص تطوره الذهني والإجتماعي والنفسي والثقافي والفكري وووو .... وهو من يترك بصمة حقيقية في قلوب طلابه أو طالباتها ...
أما المدرس وهذا ما يغلب على من هم متواجدين في ساحة التعليم بنسبة كبيرة جدا.... هو من يصنع جدارا قاسيا بينه وبين طلابه - وبينه وبينهم المادة فقط - وبكل جمود يحفظ ماهو موجود ويأتي في الغد ليعطيه للطلاب بكل جمود ويرحل وسوف يرحل للأبد ولن يكون له تأثير قطعياً على الطالب بشكل إيجابي وإنما ممكن أن يكون له كل التأثير السلبي .. للأسف .. أ.هـ ]
" في هذه المشاركة الجديدة وأنا أحاول الحديث عن معلمي التربية الإسلامية الذي يشرفني أن أكون أحدهم - محاولا رسم بعضا من المعالم الرئيسة لهذه الشخصية - أحببت أن أطرق جانبا بالغ الاهمية ! وبالغ الخطورة كذلك ! " معلم التربية الإسلامية المربي أم" المدرس ؟ " ولذا بدأت بالاقتباس الذي أشرت له..
فالفارق بين المعنيين كبير ..
أن تكون معلما وأبا أوأما وأخا وصديقا ومرجعا وقدوة وملهما وراع ورسولا - كما أشار شوقي -..المعلم المربي الذي يحرص على تطوير قدرات أبنائه وينميها ..ويترك أثره في قلوبهم وسلوكهم ويضع بصمته في نفوسهم وحياتهم وينقيها من كل الشوائب.. فهذا هو المعلم الذي نريد !!
أما إذا اقتصر دور المعلم على الدور" الميكانيكي " - إن صح التعبير - المعلم الذي يعتبر التدريس مهنة تمتهن كأي مهنة لتامين العيش فيقطع كل ادوات الأتصال بينه وبين تلاميذه وليس بينه وبينهم الا الكتاب فهذا المعلم لن يكون له في نفوس طلبته أدنى إهتمام ولن يعلق في أذهانهم أكثر من لحظة المشاهدة !! لانه فقد رسالته ومكانته الانسانية قبل ان يصبح مجرد آلة ناطقة !!
ويصف (جون لاسكا) الفرق بين مجرد الذهاب إلى المدرسة وبين التربية حيث يقول: إن المناهج تكاد تكون واحدة في معظم مدارس البلد الواحد وكذا الكتب التي تعالج تلك المناهج.. ولكن المخرج أو الناتج من هذه المدارس متمثلاً في الخريجين من الطلاب وما حصلوا من علوم ومعارف ومهارات وما اكتسبوا من صفات جديدة أضيفت إلى شخصياتهم التي دخلوا بها المدارس من قبل .. هذا الناتج يختلف من مدرسة إلى أخرى وأن العنصر الفارق هو المعلم والدور الذي يقوم به.وهذا بلاشك هو الفرق بين المعلم المربي الناصح والموجه لطلابه وبين المعلم النمطي الملقن الذي لا يخرج عن كتابه وموضوعه
وصدق الحق إذ قال : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين "
أستودعكم الله...
أبو المنذر
الجمعة
13-محرم -1433هـ
9-12-2011م
[/frame]