دخل المعلم (المثقف) إلى غرفة الصف وسأل: يا طلاب أترون اللوح؟ أجابوا: نعم ، فقال: إذن اللوح موجود. ثم سأل: أترون الطاولة ؟ أجابوا : نعم ، فقال : إذن الطاولة موجودة. وسأل عن أشياء موجودة. ثم سأل: أترون الله ؟ أجابوا : لا . فقال: إذن الله غير موجود – والعياذ بالله - .
فوقف احد الطلاب وقال: أترون عقل الأستاذ؟ قالوا : لا. فقال الطالب: إذن الأستاذ لا عقل له.
حينما تذكرت هذه القصة القصيرة وموقف هذا الطالب الذي حاجّ أستاذه بنفس المنطق الذي تحدث به أستاذه وشاهدت طلابنا وهم ذاهبون إلى مدارسهم حاملين معهم طموح هذه الأمة ومستقبلها وهمها. ووجدت ما ينغص ويبعث على- لا أقول على الإحباط بل اقلها أن أقول – على الحزن عليهم لا منهم. وكنت أتساءل ولازلت، كيف يخرج هؤلاء الطلاب من بيوتهم بهذا المنظر. وليت الأمر يتوقف على المنظر فحسب.
كثيرا ما أرى الطالب حاملا لسيجارته يزهو بها على أعين الناس محدقا يلقي نظره يمينا ويسارا مستقبلا ومودعا ولا أنسى الهاتف النقال برنته التي تبعث على الشجون، والادهى والأمر من ذلك السب والشتم على سبيل المزاح، وقد تعدى الأمر إلى أخطر من ذلك.
ومن ثم يدخل إلى المدرسة والى الصف كي (يتعلم).
وهنا أتساءل وحق لي أن أتساءل: ما دورنا تجاه ما يحصل لأبنائنا وكيف السبيل إلى إنقاذهم من الوحل الذي هم عالقون فيه.
هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من: الأب والأم والأسرة والأستاذ (وهو عليه واجب كبير فهو مربي ثم معلم) وإمام المسجد.
وأنا أجزم أنه إذا تضافرت جهود هؤلاء وأدوا مهامهم بأمانة وإخلاص النتيجة حتما ستكون ايجابية.
وأخيرا وليس آخرا لا ننسى قول رسولنا الكريم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.... إلى آخر الحديث.
أخوكم: محمــــد
لا تنسونا من دعائكم وسامحونا ان أخطأنا والله ولي التوفيق