النجاة في القرآن

[frame="3 80"]

النجاة في القرآن

النجاة : هي الخلاص مما فيه المخافة ونظيرها السلامة يقال : نجيت فلانا إذا خلصته من شر وقع فيه ، وأصل النجاء: الانفصال من الشيء ، والنجاة من النجوة وهي الارتفاع من الهلاك.

وذكر بعض المفسرين أن النجاة في القرآن على أربعة أوجه :
أحدها :الخلاص من الضرر والعقوبة. ومنه قوله تعالى في سورة البقرة “وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) “ .
ومثلها في سورة الاعراف “ وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) “
قول : "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم" يعني أسلافكم وآباءكم فأعتدّها منّة عليهم؛ لأنّهم نجوا بنجاتهم .

والثاني :السلامة من الهلاك . ومنه قوله تعالى في يونس : “ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) “ ، وفي الشعراء : “وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) “ .

والثالث :النجوة من النجاة المكان المرتفع. ومنه قوله تعالى في يونس : “فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) “ أي : نلقيك إلى النجوة أي في ناحية اليم على نجوة من الأرض وهو المكان المرتفع.
فالنجوة والنجاة: المكان المرتفع المنفصل بارتفاعه عما حوله، وقيل: سمي لكونه ناجيا من السيل، ونجيته: تركته بنجوة، وعلى هذا: "فاليوم ننجيك ببدنك" "يونس/92" .
وقوله تعالى في سورة البقرة : “ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) “ .
قوله : "فَأَنجَيْنَاكُمْ" : أصله ألقيناكم على النّجاة وهو ما ارتفع واتّسع من الأرض هذا، هو الأصل، ثم سمّي كلّ فائز ناجياً كأنّه خرج من الضيق والشدة الى الرخاء والراحة.
وقيل الفرق بين النجاة والفوز: أن النجاة هي الخلاص من المكروه، والفوز هو الخلاص من المكروه مع الوصول إلى المحبوب ولهذا سمى الله تعالى المؤمنين فائزين لنجاتهم من النار ونيلهم الجنة ولما كان الفوز يقتضي نيل المحبوب قيل فاز بطلبته وقال تعالى في سورة النساء " يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما " أي أنال الخير نيلا كثيرا.

والرابع : التوحيد . ومنه قوله تعالى في غافر : “وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) .

[/frame]